قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى إن أحداث ثورة 25 يناير أعادته لكتابة الشعر عن الأجواء الراهنة وأرغمته على الجلوس ليكتب، مؤكدا أنه لم يتوقف عن الشعر طوال ال20 عاماً الماضية، لكنه كان يكتب فى العموم دون النظر للأحداث الجارية. وأضاف حجازى خلال الندوة التى أقمتها ورشة الزيتون مساء أمس الاثنين لمناقشة ديوانة الأخير "طلل الوقت" الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة المصرية للكتاب أنه لا شك أن 20 عاما فترة طويلة من أجل ديوان، ولكن أنا الآن شاعر صارت له هذه الخبرة فى الشعر، و يستطيع أن يجلس ويكتب قصيدة والشاعر القادر والمجرب يستطيع أن يستدعى الشعر ليكتب، صحيح أن الثورة أجلستنى أمام الورق لكى أكتب الشعر، ولكنى ومن ناحية أخرى أفضل أن لا أكتب قصيدة إلا إذا فرضت علىّ نفسها، ولا أستطيع أن أتجنبها كأنها قدر رائع وعنيف فى الوقت نفسه، واصفا الشعر بأنه رائح كالحب ولكنه قاسٍ كالموت أيضا ،فى بعض الأحيان لا مفر منه. وأشار إلى أنه يعكف على كتابة قصيدة ولا يعلم متى سينتهى منها، وقال سأتوقف قليلا عن الكتابة لأننى أنوى أن أقرأ عدداً لا بأس به من المؤلفات السياسية، لأنى لا أستطيع أن أتحمل معلومة أو خطأ أقع فيه، أنا لست متخصصا فى القانون ولكننا مضطرون لأن نكشف أكاذيب الذين يتحدثون فى القانون ومنهم مختصون. وقال الناقد الدكتور محمد عبد المطلب، إن ديوان حجازى الجديد أعاده إلى المنطلق الثقافى لينظر إليه من هذه الواجهة، ميزة شعر حجازى أنه يفرض على القارئ المدخل الذى يتعامل معه، عدت إلى الثقافة، لأن فى القصيدة الأولى "طلل الوقت"، الطلل عموماً هو ظاهرة بيئية فى العالم العربى، حين يترك العرب الخيام، وصعدت لتصبح ظاهرة إجتماعية فى الخيام المهدمة والبواقى الحياة، لابد أن أصحابها رحلوا وتركوا ورائهم أشياءهم، وأصبحت ظاهرة نفسية لأن الراحلين بالضرورة يحنون ثم صعدت للتتحول إلى حالة أبجدية مقدسة. وأضاف عبد المطلب، ولكن السؤال ما الذى يجمع بين هذه التحولات؟ إحساسه الخاص، لذلك ظل الوقوف على الطلل حاضرا فى القصيدة العربية وسيظل إلى الأبد.والطلل هنا حداثى فيه الأشجار والطيور، هذا الموقف الثقافى يقودنا إلى موقف آخر مرتبط به، ولديه أيضا بنية رثائية بدأها فى مدينة بلا قلب، والرثاء رفيق الوقوف على الطلل هذا المدخل الثانى. وتابع "المدخل الثالث للديوان أنه أصبح شاعراً منفتحاً على العالم، وأول انفتاح كان على الخطاب القرآنى فنرى أن هذا الديوان غاير كل دواوين حجازى السابقة، حيث جاء على ذكر الخطاب القرآنى 22 مرة، و يقرأ النص القرآنى بوعى فى هذا الديوان ووظفه ببراعة فائقة. واعترف الشاعر حسن طلب أنه قرأ بعض قصائد الديوان مفردة عندما نشرها حجازى فى الصحف ولكن إحساحسه إختلف عندما قرأها مجمعة، بعد عشرون عاما وأختتم بقصائد عن الثورة والطغاة، وقال أن هذا الموقف الثورى ليس بجديد على حجازى لانه موقف أصيل فى تكوين الشاعر. ووصف طلب عودة حجازى للنشر مثل عودة شاعر فرنسى غاب عن الشعر لمدة تقترب من 20 عاماً ثم عاد للظهور بقصيدة أبهرت الجميع". وأضاف طلب" الديوان موزع بين أزمنة مختلفة وللا تقف عند زمن أو مكان واحد، الرؤى موزعة فى ثنايا الديوان، فعندما ننظر إلى القصيدة الأولى "طلل الوقت" يتبدى فيها البعد الزمكانى، وعندما نبحث عن طلل لابد أن يكون فى مكان ما، ويبحث عن مدينة بلا قلب وهى أيضا مدينة بلا عقل ومدينة جاهلة، المشكلة هنا أن الجهل غلب عن العقل وليس فقط أن المدينة أصبحت بلا عاطفة.