حذرت صحيفة "الوطن" السعودية في افتتاحيتها اليوم الاثنين من تكرار ظهور ميليشيات مسلحة في مناطق مختلفة من ليبيا، مما يثير المخاوف من شبح اندلاع حرب أهلية. وقالت الصحيفة إن الهدوء عاد أمس إلى طرابلس بعد المعركة التى دارت مساء السبت الماضي بالقرب من المطار، بين ميليشيات من الزنتان وأخرى من طرابلس.. إلا أن الأسئلة المهمة تتوالى وتتوارد متى تتوقف هذه المظاهر المسلحة؟ وهل هى مقدمة لحرب أهلية كما حصل في أكثر من دولة سابقا، ومنها لبنان وكيف أن الميليشيات المسلحة كانت تنتشر في كل مدينة ومنطقة على طول البلاد، وتحكم كل واحدة منها قبضتها على ما تحتها، ولا تريد أن تنضوي تحت السلطة السياسية.
وأوضحت أن استمرار ظهور ثقافة الميليشيات في ليبيا يعنى أن مهمة المجلس الوطنى الانتقالى بزعامة مصطفى عبدالجليل والحكومة الحالية برئاسة عبدالرحمن الكيب أصبحت صعبة، والمسألة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانفلات، والعودة إلى المربع الأول، ونسف كل جهود الثورة التى أطاحت بحكم العقيد القذافي بعد أن أذاق الليبيين الأمرين.
ولفتت "الوطن" إلى أن الخشية على أهل ليبيا مستقبلا إن استمر هذا الانفلات وتطور إلى حرب أهلية؛ فى أن يتذكروا حقبة الأربعين عاما الماضية بشيء من الإيجاب إذا ما قارنوها بلهيب الحرب الأهلية التى لن تبقى ولن تذر فى مجتمع ما زال يخطو أولى خطواته فى المدنية والحرية، وتلقي القبلية بظلالها على مكوناته الثقافية والاجتماعية.
وتابعت الصحيفة تقول :"لا يجب اليوم أن تصبح تلك الثورة مرتهنة لأفكار مسلحين اعتادوا على أصوات المدافع والنيران، فهم لا يفهمون من الثورة إلا أنها لهم وحدهم، ولابد أن يستمروا في حمل السلاح وإن كان ضد بعضهم، في اعتقاد خاطيء أن ثورة الليبيين كشعب ما كانت لتتم لولا المسلحين، بينما الحقيقة أن الجميع شارك فى تلك الثورة حتى الأجنبي، وأن الثوار العقلاء وضعوا سلاحهم وسلموه للسلطة بمجرد إعلان التحرير.