سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكلمة النهائية فى صياغة الدستور للمجلس العسكرى اللواء الملا: نتائج الانتخابات لا تعبر عن كل المصريين وسنعين مجلسًا استشاريًا لتقديم مقترحات حول الدستور
فكرى عابدين وهالة عبد اللطيف ومروة علاء الدين قال عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء مختار الملا، ان البرلمان المقبل لن يكون معبرا عن كل المصريين، لذا لن ينفرد بوضع الدستور الجديد، كاشفا عن نية المجلس العسكرى «تعيين مجلس استشارى لتقديم مقترحات حول صياغة الدستور». اللواء الملا أضاف فى تصريحات أدلى بها لثمانية صحفيين، سبعة أمريكيين وبريطانى: إن «النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب لا تمثل كل المصريين، إنما تعود جزئيا إلى التنظيم الجيد للقوى الإسلامية التى هيمنت على الاقتراع»، فى المرحلة الأولى من الانتخابات.
وأضاف: «مازلنا فى المراحل المبكرة من الديمقراطية، ولكن ذلك لا يعنى عدم ثقة فى البرلمان، فما نراه هى انتخابات حرة ونزيهة، ولكنها من المؤكد لا تمثل كل قطاعات المجتمع»، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وقال إن الأغلبية فى مجلس الشعب المقبل أيا كانت سيكون مرحبا بها لأنه لن يكون بمقدورها فرض أى شئ لا يريده الشعب المصرى»، ومضيفا أن «تشكيلة البرلمان المقبل لن تكون ذات أهمية لأنه لن يمتلك سلطة (صياغة) الدستور»، فيما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الملا قال إن «المجلس العسكرى ستكون له الكلمة النهائية فى صياغة الدستور».
وشدد على أن «المجلس العسكرى لن يتدخل مباشرة فى عملية صياغة الدستور»، كاشفا عن «نية المجلس تعيين مجلس استشارى مدنى من ممثلى الأحزاب والفنانين والمفكرين سيقدم مقترحات للمجلس العسكرى (حول الدستور الجديد)، وسيكون ممثلا للمجلس فى البرلمان»، مضيفا أن أعضاء هذا المجلس الاستشارى «يجب أن يمثلوا كل الشعب، ولا أحد يمكنه معارضة هذا المطلب». وأضاف أن رئيس الوزراء «فى الحكومة المقبلة» سيستمر فى تقديم تقرير للمجلس العسكرى.
وردا على سؤال، أجاب بأن ميزانية الجيش لن تخضع للرقابة البرلمانية، مشددا فى المقابل على أنه بحلول 30 يونيو سيتولى الرئيس الجديد قيادة البلاد، ولن يكون للجيش سوى دور واحد، وهو حماية مصر، مضيفا أن المجلس العسكرى لا يسعى لتمديد سلطته، ولن يتدخل فى الحياة السياسية، بحسب الجارديان.
تصريحات الملا رأت فيها واشنطن بوست «أحدث حلقة فى الصراع بين المجلس والقوى الإسلامية والليبرالية المطالبة بحق البرلمان المنتخب فى صياغة الدستور، مضيفة أن المجلس يتوقع أن «الرعب» من صعود الإسلاميين ربما يقنع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالتوقف عن دعوة المجلس إلى تسليم السلطة «فورا» للمدنيين.
وينص الإعلان الدستورى، الذى أصدره المجلس العسكرى نهاية مارس الماضى، على أن ينتخب البرلمان المقبل لجنة تأسيسية من مائة عضو لصياغة الدستور، فإن فشلت اللجنة فى صياغته خلال مهلة محددة، يشكل المجلس لجنة بديلة. واتفقت وسائل إعلام أجنبية على كون تصريحات الملا «محاولة لطمأنة الغرب» فى مواجهة الصعود السياسى للإسلاميين، لكنها اختلفت حول تداعيات هذه التصريحات على الساحة السياسية الداخلية. وتوقعت جارديان أن تشهد المرحلة المقبلة مواجهة سياسية بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى.
وفى المقابل، استبعدت وول ستريت جورنال الأمريكية أن يصطدم الإخوان بالمجلس، مرجحة أن تسعى الجماعة إلى صفقة تتيح للمجلس «تدخلا أقل» على طريق صياغة الدستور، الذى رأى مركز كارنيجى لدراسات الشرق الأوسط أنه «ملىء بالألغام».