طالب عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بالمجلس الأعلى للأثار، بضرورة إنشاء معهد للدراسات العليا للآثار والتراث والثقافة النوبية، التى تعتبر أغنى مناطق العالم فى اشتمالها على كل مفردات التراث الإنسانى من آثار عديدة تم إنقاذها فى مشروع إنقاذ آثار النوبة من عام 1972 إلى 1980. وأضاف ريحان أن تلك الأثار تشتمل على معبد كلابشة والدكة والدر ومنطقة السبوع ومعبد عمدا والمحرقة وآثار إبريم ومقبرة بنوت وأبو عودة ومعبدى أبو سمبل وهى آثار شيدها ملوك الدولة الحديثة فى مصر القديمة خاصة رمسيس الثانى.
وأشار إلى أن أثار النوبة تتميز بطرز معمارية فريدة تتمثل فى البيت النوبى المكون من طابقين ويشمل حوش يتسع لعدد 80 زائرا مزينا بالزخارف النوبية وحوض كبير للتماسيح ويكشف الطابق الثانى جمال النيل المحتضن لأعرق آثار العالم، علاوة على العادات والتقاليد النوبية المستمدة من الحضارات المختلفة التى مرت عليها والمرتبطة بالنيل.
ولفت ريحان إلى أن تدريس وإحياء والحفاظ على الثقافة النوبية يمثل جزءا لا يتجزأ من ذاكرة مصر وذاكرة إفريقيا لأن النوبة هى منفذ مصر لقلب إفريقيا عبر العصور، حيث تشمل الأرض التى تقع جنوب الشلال الأول للنيل بأسوان حتى منطقة دنقلة بعد الشلال الرابع وهى بلاد الذهب كما عرفت فى اللغة المصرية القديمة.
وأكد أن وجود معهد لمنح درجة الماجستير والدكتوراه فى الثقافة النوبية سيساهم بشكل فعال فى إحياء ثقافتهم الفريدة وانتشارها محليا وعربيا وعالميا ويعزز روح الانتماء القومى المرتبط بالحضارة المصرية القديمة المسيحية والإسلامية.