«النيل الطيب» هو اسم شخص ورمز فى ذات الوقت»...هكذا عبر أحمد خضر عن المسلسل، قائلا: «ذلك الاسم معروف لحد كبير لدى أهل النوبة والصعيد لأنهم يحبون النيل أكثر من أهل المدن والحضر ولذلك يلقبونه بالطيب، للدرجة التى جعلتنى أقابل ذات يوم شخصا له هذا الاسم»، وأضاف «المسلسل يدور فى قالب اجتماعى حول فكرة أصولنا التى قد يجهلها البعض، فمنذ سنوات قديمة كان المماليك لهم أصول فى النوبة التى امتدت أراضيها حتى وصلت للسودان والسعودية ولذلك فهى تعد أقدم أراضى المنطقة، وعندما نشأت الدولة العثمانية شتت السلطان سليم الأول المماليك وانتهت دولتهم وبعضهم ذهب إلى النوبة وكان أحد الجدود يسمى (النيل الطيب)، وهذا ما أوضحه فى المسلسل من خلال فلاش باك لعام 1815». وأضاف خضر: «شخصية المسلسل الرئيسية تنتمى للمماليك ويسمى النيل الطيب وهو أسمر يحمل صفات التدين والنظام، ولكن هذا الطيب يتعرض للاعتداء والقتل على يد البطل حسين فهمى إبراهيم الطيب الذى نكتشف من خلال الأحداث أنه انتحل شخصية ابن هذا الرجل، وقد قتله ليحقق غرضا ما، ولكن القضية الأهم من كل ذلك هو طرح مسألة كيف يمكن الاعتراف بالخطأ ومتى وهل عندما يستيقظ الضمير سيتم فعل ذلك أم لا»، ونفى أحمد خضر أنه يقدم دراما تاريخية لحياة المماليك، وإنما أكد على تقديمه قيمة مهمة من خلال حدوتة شيقة.
وأكد خضر أن المعلومات الواردة فى المسلسل وتتعلق بالجانب التاريخى استغرقت منه وقتا طويلا، «البحث أخذ منى مجهودا ووقتا طويلا ولكنى أعشق القراءة والسفر، وقد قرأت عن المماليك والعثمانيين وكيف تفرقوا، واكتشفت مدى ظلمنا لهم، وكيف أنهم عاشوا فى منطقة النوبة ولنا أصول تعود لهم، ولكن للأسف تاهت تلك الأصول فى الوقت الراهن».
وحول الانتقادات التى وجهت لاختيار حسين فهمى لأداء الشخصية الصعيدية الذى بسببها تم انتقاده عندما اشترك فى مسلسل (حق مشروع)، دافع خضر عن ذلك الاختيار «أحب توضيح أن فهمى لن يجسد شخصية صعيدى ولكنه رجل تعود أصوله للمماليك والأتراك ويعيش فى الصعيد، ولذلك فإن ملامحه الشكلية تؤهله جدا للدور، وعندما فكرنا فى اختيار ابن إبراهيم الطيب رشحنا له ولدا أشقر وسيؤدى هذا الدور وجه جديد مازال فى الفرقة الرابعة من معهد الفنون المسرحية واسمه هيثم عياد».
وأشار خضر إلى أن المسلسل سيبدأ تصويره فى شهر يناير المقبل بقرية فى استوديوهات الجابرى، وفى مناطق النوبة ورشيد والملاحات عند بحيرة البرلس وكذلك عزبة البرج والبحيرة وكفر الشيخ، وستدور الأحداث فى الفترة من أواخر السبعينيات وحتى أول الثمانينيات، وسيشترك فى المسلسل كل من لقاء سويدان وأحمد فؤاد سليم وأحمد حلاوة ورءوف مصطفى بديلا للفنان الراحل عمر الحريرى الذى يقدم دور الشيخ على قلقاس الكفيف أكبر مشايخ المنطقة ويبلغ من العمر 90 عاما، وأضاف «المسلسل سيتخلله إلقاء صوفى جماعى فى شكل شعرى تقدمه فرقة من فرق الفنون الشعبية، وهذا الإلقاء كنوع من الربط بين الأحداث عند الفلاش باك».