الواحدة صباح أمس الأول، فى مسكن الجامعة الأمريكية بالزمالك. استيقظ طلاب مسكن الجامعة الأمريكية بالزمالك على أصوات أفراد أمن الجامعة، يدورون على الحجرات ويطرقون أبوابها. وعرف الطلاب أن مندوبا من وزارة الصحة قد أتى إلى المسكن، وأبلغ الإدارة بوجود اشتباه فى إصابة بعض الطلاب بإنفلونزا الخنازير. توجه أغلب الطلاب إلى القاعة الرئيسية بالمسكن، ووجدوا فى انتظارهم طاقما من الأطباء والممرضين الذين أخذوا منهم عينات لعاب. لم تكن طرقات الأمن كافية لإيقاظ بعضهم، والبعض لم يعرف بالخبر إلا فى الصباح الباكر. استغرق الفحص أقل من ساعتين. بعدها، أبلغت الإدارة الطلاب بوجود إصابتين بالفيروس، وأن المسكن سيتم وضعه تحت الحجر الطبى لمدة 24 ساعة، حتى يتم التأكد من خلو جميع الطلاب والأساتذة الساكنين من المرض. الثامنة والنصف صباحًا أرسلت الجامعة الأمريكية رسالة بالبريد الإلكترونى إلى جميع طلابها، تخبرهم بما حدث فى مسكن الزمالك، وتطمئنهم بأن الطالبين المصابين يتلقيان الرعاية الكاملة. «أنا والكثير من أصدقائى لم نقرأ الإيميل ولم نعرف بما حدث حتى وقت متأخر» يقولها وائل الشناوى، طالب بالجامعة الأمريكية. يقول وائل إنه قد انتهى من محاضراته الصباحية بالتجمع الخامس، ولم يكن هناك أى علامة توحى بانتشار الخبر. العاشرة صباحا أرسلت الجامعة رسالة أخرى إلى الطلاب تطلب منهم سرعة التوجه لعيادة الجامعة فور شعورهم بالحمى أو أى من أعراض المرض. فى خلال ساعات قليلة، كان أغلب طلاب الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس يكملون يومهم الدراسى بالكمامات التى وزعتها عيادة الجامعة. فى ذات الوقت، كان طلاب مسكن الزمالك ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء مهلة الأربع وعشرين ساعة المقررة للحظر. من داخل مبنى السكن بالزمالك، قال أحد الطلاب إن كافتيريا المسكن قد أغلقت أبوابها، وإن الجامعة تكفلت بشراء وجبات غذائية لهم. وقال الطالب الذى رفض ذكر اسمه، فى اتصال هاتفى مع «الشروق» إن البعض يشعر بالرعب من العدوى، والبعض الآخر متقبل للأمر ويحاول الاستمتاع بوقته داخل الحجر بمشاهدة الأفلام ولعب «الفيديو جيمز»، فى حين أن الأغلبية فى حالة ملل و«خنقة». الكثير من الطلاب انشغلوا بمتابعة آخر تطورات الأخبار، إلى أن ظهرت تصريحات وزارة الصحة لتقول إن الحجر الصحى قد يستمر أسبوعا كاملا. الإدارة أبلغت الطلاب بأن التصريحات ليست دقيقة، وإن كان الحظر سيستمر حتى الانتهاء من جميع تحاليل العينات وفحص النتائج، وأن ذلك سيستغرق أكثر من 24 ساعة. السابعة والنصف مساء أرسلت الجامعة رسالة نصية للطلاب عبر هواتفهم المحمولة، لتبلغهم بأن الدراسة ستتوقف فى الجامعة حتى يوم 14 المقبل، وأن الجامعة قد بدأت بالفعل فى إعادة ترتيب جداول المحاضرات والامتحانات لتعويض أيام الدراسة الناقصة. عندها أرسلت إحدى الطالبات من داخل الحجر الطبى رسالة إلى أصدقائها على موقع «تويتر» تقول فيها: عزيزتى إنفلونزا الخنازير، أعلم أنك سيئة، ولكن شكرا على الإجازة.»