ربما يكون حضور السيرك إلى المدينة حدثا معتادا يتطلع اليه لناس فى أنحاء العالم متشوقين إلى قضاء وقت ممتع مع المهرجين والبهلوانات والحيوانات المدربة. لكن الأمر فى بغداد لا يتوقف عند ذلك الشوق إلى الترفيه بل يصير أحد ملامح عودة الحياة الطبيعية فى بلد لم يشهد عرضا للسيرك منذ عام 2003.
داخل خيمة كبيرة بجوار ضفة بحيرة الجادرية بحى الكرادة فى وسط بغداد، يقدم سيرك المظلة عروضه لعشرات الأسر العراقية لأول مرة تستضيف فيها العاصمة العراقية مثل هذه العروض منذ الغزو الذى قادته الولاياتالمتحدة.
وخلت العروض من استعراض الأسود والنمور الذى تضمنه إعلان السيرك كما غاب الثعبان بسبب المرض. لكن الجمهور يستمتع إلى حد بعيد كل مساء بعروض القفز فى الهواء وحيل الساحر وفكاهة المهرجين واستعراض الكلاب والرجل الذى يبتلع السيوف.
وذكر أحمد عبدالستار مدير فرقة سيرك المظلة أن العروض تلاقى إقبالا كبيرا من الجمهور العراقى.
وقال «والله إحنا لقينا استجابة جيدة من الشعب العراقى لأنه شعب متعطش لأى نوع من أنواع الثقافة والترفيه بعد أن حرم فترة طويلة من السيرك». بغداد لم يدخلها سيرك تقريبا منذ 15 سنة. بالرغم من أنه «شعب حبوب ويعشق السيرك».
وتضم فرقة السيرك لاعبين من مختلف الجنسيات منهم عراقى يقدم عرض الساحر.
وأضاف عبدالستار «أثناء تكوين الفريق دعوت لاعبين كثيرين من كل أنحاء العالم وكلهم كانوا يرفضون بسبب الزخم الإعلامى على أن العراق خطر والوضع الأمنى متدهور»،
لكن الوضع الأمنى فى العراق هادئ، هذه الفكرة وصلت إلى بلدان العالم عن طريق تواصل اللاعبين مع ذويهم بالانترنت «وفهموهم أن الوضع مختلف تماما عما يرونه فى وسائل الإعلام».
وتراجعت أعمال العنف فى العراق بدرجة كبيرة لكن البلاد ما زالت تشهد تفجيرات وأنواع أخرى من الهجمات ينفذها متشددون من السنة وميليشيات شيعية.
وعبرت مدربة الكلاب ولاعبة السيرك هدى محمد عن سعادتها بالاستقبال الذى لاقته عروض السيرك من الجمهور العراقى.
وقالت هدى «بصراحة فرحنا بحسن استقبال الجمهور لنا وكنا مبسوطين قوى فى البلد والجمهور مبسوط بنا».
وذكر شاب عراقى من جمهور السيرك يدعى إبراهيم أنه وأبناء جيله لم يشهدوا بمثل هذا النوع من الترفيه فى بلادهم.
وكانت السلطات المحلية فى البصرة بجنوب العراق قد أمرت فى وقت سابق من العام بإغلاق سيرك المظلة بعد بضعة أيام من بدء عروضه فى المدينة.
وذكرت السلطات فى ذلك الوقت أن الوقف الشيعى مالك الأرض التى أقام عليها السيرك عروضه أفتى بعدم جواز استخدامها فيما يخالف الشريعة الإسلامية.