«أنا مصطفى الجندى بن عبدالعزيز الجندى مدرس التاريخ أبوالبنات اللى رباهم وكل واحدة فيهم بميت راجل وأنت يا طارق سباق تجيب سيرة مريم فى الجرائد عيب يا صعيدى وعيلة الجندى هيقعدوك قعدة عرب» بهذة الكلمات وجه الجندى رسالة لعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، الذى اتهمه من خلال بيانات إعلامية باستدعاء جهاز الكسب غير المشروع له ولأسرته. وفى حواره ل«الشروق» كشف الجندى عن أسباب استقالته من الحزب التى كان من أهمها شيزوفرينيا قيادات الوفد السياسية التى أدت لتعامل الحزب بوجهين مع الثورة وثوارها . س: دعنا نبدأ بالأسباب التى جعلت طارق سباق، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، يتهمك أنت وأسرتك عبر وسائل الإعلام؟ ج: البيان الذى أصدره سباق كاذب وكذبه رئيس حزب الوفد السيد البدوى.
أحب أن أوجه رسالة ل«أبومريم» طارق سباق وأقول: «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، صدق الله العظيم، وهو يعلم أن أحمد عز هددنى بسبب رفضى للتعديلات الدستورية عام 2006 ويعلم أيضا ما هى مواقف الجندى من المتظاهرين الذين خرجوا من أجل زيادة 20 جنيها فى المرتب.
ولو ثبت ارتكابى أى جرائم أو أخطاء غير قانونية من خلال تجارتى ما بقيت يوما واحدا خارج السجن. وأؤكد أن الضرائب ترسل لى دائما خطابات شكر على مساهمتى فى الاقتصاد المصرى وإرسال الإقرار الضريبى فى موعده.
ويكفى أن سباق من المعارضة اللى نجحت فى 2010 ومش هزود فى الكلام أكتر من كده فهذه الانتخابات أسقطت الشرفاء فى الجولة الأولى وزورت لمن تبقى من المعارضة فى الجولة الثانية الذى خاضها سباق.
وأقول لسباق أنا لن أفتح ملفات تضر بمريم بنتك يا طارق.. ولكن سيكون بيننا قعدة عرب لأنى أنا صعيدى وهو أيضا من عائلة صعيدية.
س: ما سبب ذهابك من الأصل لجهاز الكسب غير المشروع؟ ج: أساس ذهابى للكسب غير المشروع هو أن إقرار الذمة المالية الخاص بى احترق مع الأوراق التى احترقت فى حريق بمجلس الشعب، وذهبت للكسب لأعطيهم الإقرار.. وللعلم فإن إقرار الذمة المالية الخاص بى قبل دخولى البرلمان أكبر بكثير من أموالى بعد دخوله.
س: وبما تفسر صمت رئيس الوفد على أفعال سباق؟ ج: السيد البدوى، رئيس الحزب، اتصل بى واعتذر عن بيانات سباق وأكد لى أنه سيصدر بيانا ينفى خلاله ما قاله سباق.. ولكنه لم يصدر شيئا حتى الآن.. بل هاجمنى سباق مرة أخرى عبر مركزه الإعلامى ببيان جديد يتطرق فيه لنفس المسألة.. ولم يراع البدوى إنى سكت عن أشياء وأفعال كثيرة ولذا قررت رفع دعوى قضائية ضده بصفته رئيس الحزب بتهمة السب.
س: بمناسبة حديثك عن تزوير انتخابات 2010 فما رأيك فى حضور البدوى الجلسة الأولى للبرلمان المنحل؟ ج: هذه كانت سقطة بالفعل وطلبنا منه عدم الحضور أنا والعديد من شرفاء الوفد ولكنه لم يستمع للكثير من مشوراتنا كما اتخذ قرارات عديدة دون مناقشاتنا فيها أو عرضها علينا.
وأريد هنا أن أقول كلمة حق تخص السيد البدوى وهى أنه رضخ لضغوطنا أنا وعلاء عبدالمنعم وطاهر أبوزيد وأعلن انسحاب الوفد من جولة الإعادة فى الانتخابات البرلمانية الماضية.
س: ما هى أسباب استقالاتك من الوفد التى لم تفصح عنها؟ ج: إن من أهم أسباب استقالتى من الوفد تخبط القرارات داخل الحزب، فتارة يعلنون عدم نزولهم للمظاهرات ويتركون الشباب تنزل بحيث لو نجحت المظاهرة يعلنوا مشاركتهم وإذا فشلت يتنصلوا منها فسياسات قيادات الوفد بها «شيزوفرينيا سياسية».. وسياسته وقت الثورة كانت رخيصة وتحتاج لعلاج فورى من قبل أهل الوفد القدامى الذين تركوه. وأطالب آل مكرم عبيد وفخرى عبدالنور وجميع العائلات الوفدية بالعودة لبيت الأمة والانتفاضة من أجل مصر.
وأيضا استقلت اعتراضا على ما تم عرضه فى الهيئة العليا من قبل بعض الوفديين بقبول الحزب ترشيح فلول الوطنى مقابل دفع مبالغ مالية للوفد، فضلا عن التحالف الديمقراطى الذى تعاملوا معه بمنطق تقسيم الكعكة السياسية.
وفى الأصل فإن استقالتى كانت حبا فى الوفد وإيمانا به.. فمصر النهاردة محتاجة حزب الوفد وبشعار الهلال والصليب. ولكن البدوى أصبح يتحكم فى الحزب بعدما حصل على أغلبية الهيئة العليا وكان يتعامل بسياسة «مع الجميع».. لم أنس أن البدوى وافق على طرح وثيقة التحالف الديمقراطى فى مؤتمر مصر الأول الذى عقده المجلس الوطنى أوائل العام الجارى الذى رفض الإخوان حضوره ولكن ما يصل للإخوان أن علاء عبدالمنعم ومصطفى الجندى من الدخلاء على الوفد ويخالفان قرارات رئيس الوفد.
س: ماذا عن أزمة الدبلوماسية الشعبية مع الوفد التى تبادلتم فيها بيانات الهجوم؟ ج: حاول الوفد ورئيسه سرقة الدبلوماسية الشعبية وابتداع دبلوماسية مزورة باسم الحزب.. ولكن الحقيقة هى أن الدبلوماسية الشعبية أكبر من أى حزب بل كانت تضم مرشحين للرئاسة وعمالقة مصريين، وجميعهم كانوا رافضين مشاركة الوفد أو البدوى فى هذه الرحلات لما عليهم من علامات استفهام خاصة بعد صفقة شراء جريدة الدستور.. والبدوى دفع ثمن تذاكره والحراس الخاصين به بعد الرحلة.. كما كان مرفوضا أيضا مشاركة الإخوان بها ولكنى ضغطت من أجل أن يحضروا لأن الدبلوماسية الشعبية لابد أن تمثل كل مصر على الرغم من التجربة السيئة للأوغندين مع الإخوان الذين حاولا فرض الدين بالسلاح هناك.
س: لماذا لم تحاول إصلاح الوفد وأنت بداخله؟ ج: حاولنا مرارا وتكرارا ولكن الوفد لم يستجب. واقترحت انضمامه للكتلة المصرية ولكنه تعالى وتعامل بمبدأ الأنا لذا رفضت الكتلة وجوده.. وللعم فإن الدكتور محمد أبوالغار والدكتور محمد غنيم قالا لى كان نفسنا نبقى فى الوفد دلوقتى.
س: هل هناك اتصالات من قبل الحزب لتعود له مرة أخرى؟ ج: رئيس الوفد اتصل بى وقالى ارجع إحنا هنشكل حكومة من خلال التحالف الديمقراطى مع جماعة الإخوان المسلمين وهيكون ليك مكان فيها.. فقلت له لما يبقى فيه دولة نبقى نقسمها يا دكتور سيد.
س: قرارك الأخير.. عدم العودة؟ ج: استمرارنا فى الوفد كان هيضيع تاريخنا فنحن الذين وقفنا وقفة حق ضد حاكم جائر وهذا ما أعلمه لبناتى وإياك أن تقربوا منهن يا سباق ويا بدوى.
س: أخيرا ما هى رسالتك للوفديين؟ ج: أقول للوفدين قوموا رئاسة الحزب وإن لم تستجب فعليكم بالتطهير فمصر محتاجه للوفد الكبير مش التابع اللى جرى ولم نواب الوطنى من الشوارع وعندما تم فضحهم عبر وسائل الإعلام تخلوا عن هؤلاء النواب.. والبدوى صائد الرءوس توجه مرارا وتكرارا للعالم الكبير محمود أبوزيد، وزير الموارد المائية الأسبق، وطالبه بالترشح على قوائم الحزب وتوسل له لإنقاذ الوفد وفجأة تركوه وأعلنوا عدم ترشحه على قوائم الحزب قائلين عبر وسائل الإعلام كذبا «لا لم نتفق».
ولولا حملات حركة شباب 6 أبريل لاستمر الوفد فى جمع مشاهير فلول الوطنى المنحل لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بهم.
فحزب الوفد هو تاريخ مصر وأكبر من السيد البدوى وعليكم حمايته ولا يصح أن يغلق الوفد أبوابه أمام الثورة ويفتح الأبواب الخلفية للفلول وأعلن أنى لن أخلع عباءتى الوفدية.