أفاد ناشطون أن خمسة أشخاص بينهم فتيان عمرهما 13 و15 عاما قتلوا برصاص قوات الأمن السورية الخميس، في حين اعلن دبلوماسي عن مشاورات محتملة في مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين قمع نظام الرئيس بشار الأسد للحركة الاحتجاجية المستمرة ضده. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن قتلت خمسة أشخاص خلال قمعها تحركات احتجاجية، ثلاثة منهم في محافظة حمص (وسط) والرابع في ادلب (شمال غرب) والخامس في درعا (جنوب) التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان مساء الخميس ان "طفلا يبلغ من العمر 13 عاما استشهد، وأصيب ثمانية شبان بجراح اثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص قبل قليل باتجاه مواطنين في قرية تل مرديخ جنوب مدينة سراقب" في محافظة ادلب.
وكان المرصد قال في بيان سابق إن "مواطنا قتل برصاص قناصة في مدينة تلكلخ" التابعة لريف حمص (وسط).
وفي حمص، قال المرصد إن "مواطنا استشهد في حي دير بعلبة خلال إطلاق رصاص مستمر وآخر في حي الحشيش اثر إصابته برصاص قناصة"، مشيرا إلى "إطلاق رصاص في حي بابا عمرو" الواقع في هذه المدينة التي يسميها الناشطون "عاصمة الثورة السورية".
وأضاف المرصد أن "مدنيا توفي اليوم متأثرا بجراح أصيب بها أمس خلال إطلاق رصاص من قبل قناصة في حي البياضة".
وفي ريف درعا (جنوب)، ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ان "الطفل أمجد العيسم استشهد اثر إصابته بطلق ناري أثناء حملة مداهمة واعتقالات عشوائية شنتها أجهزة الأمن ترافقت بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف في مدينة داعل (ريف درعا)".
وأكد الخبر المرصد، مشيرا إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح خلال العملية التي جرت في هذه المدينة، مضيفا ان "الحملة أسفرت عن اعتقال 23 شخصا".
ولفت المرصد الى ان مدينة داعل "شهدت مساء امس مظاهرة حاشدة ضمت نحو 5000 متظاهر للمطالبة باسقاط النظام حيث سمع بعد المظاهرة اطلاق رصاص كثيف استمر لمدة ساعة".
وتابع ان "رجلا مسنا من سكان دمشق استشهد الخميس متأثرا بجراح أصيب بها امس خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في مدينة بصرى الشام" الواقعة في محافظة درعا.
وفي ريف دمشق، اكد المرصد "ان السلطات الأمنية في حرستا لا تزال تعتقل منذ يوم الاثنين المدون والناشط السوري حسين غرير" معربا عن خشيته من "ان يلقى المدون مصير الكثير من النشطاء الذين قضوا تحت التعذيب".
وطالب المرصد "السلطات السورية بالكشف الفوري عن مصير المدون والافراج الفوري عنه" محملا اياها "المسؤولية كاملة عن حياته وأي ضرر قد يلحق به".
واشار المرصد الى ان المدون شارك في العديد من حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني في الحرب على غزة ودون عن الحرب ضد لبنان في 2006 كما كان من بين البارزين في تنظيم حملة "مدونون سوريون من أجل الجولان المحتل" ومن الفاعلين في حملة اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف.
وإضافة الى هؤلاء المدنيين قتل عسكري منشق برصاص حاجز امني في محافظة ادلب، بحسب المرصد.
وقال المرصد "استشهد عسكري من مدينة معرة النعمان مساء اليوم الخميس وابلغ ناشط من المدينة المرصد السوري لحقوق الانسان ان المجند الشهيد هو من ابناء معرة النعمان وكان قد انشق وفر من قطعته العسكرية في مدينة حماة باتجاه مدينته وان حاجزا عسكريا في سوق الغنم شرق معرة النعمان اطلق عليه الرصاص وارداه قتيلا".
واضاف المرصد ان قوات الأمن السورية اعتقلت مساء الخميس "الناشط محمد حسين الهوارنة بتهمة تصوير المجزرة التي نفذتها قوات امنية وعسكرية سوريا في مدينة جاسم يوم الخميس الماضي".
من جهتها، ذكرت اللجان ان الجيش والأمن في ريف دمشق "يقتحمان مناطق الغوطة الشرقية كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين" مشيرة الى "تفتيش دقيق للسيارات والمارة وتدقيق الهويات على قوائم مطلوبين".
وأضافت ان "المنطقة شبه مغلقة وحركة الدخول والخروج صعبة جدا".
من جهته اعلن السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار ارنو الخميس ان اعضاء مجلس الأمن ال 15 يمكن ان يلتقوا مرة جديدة للتشاور في استصدار قرار ضد سوريا، بعد فشل المحاولة الاخيرة مطلع اكتوبر الحالي بسبب الفيتو المزدوج الروسي-الصيني.
وقال ارنو في تصريح صحفي "نحن جميعنا نستفظع ما يجري في سوريا وكل الوعود بالاصلاح لا توصل الى اي مكان"، مضيفا "ربما وفي وقت محدد قد نعود الى مجلس الأمن" لاتخاذ خطوة مشتركة تستهدف سوريا.
وبعد اسابيع طويلة من التشاور قدمت الدول الغربية مشروع قرار امام مجلس الأمن يهدد سوريا ب"اجراءات هادفة" ما لم توقف قمع التظاهرات، الا ان الفيتو المزدوج الروسي الصيني حال دون اقراره.
وقد صوتت تسع دول لصالح مشروع القرار في حين امتنعت جنوب افريقيا والهند والبرازيل ولبنان.
والتقى الوفد الوزاري العربي المكلف بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة مع الأسد الاربعاء حيث اعرب رئيس الوفد، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني عن ارتياحه بعيد اللقاء معلنا عن لقاء آخر في الثلاثين من الشهر الجاري.
واضافت سوريا في بداية الاسبوع العملتين الروسية والصينية الى قائمة اسعار صرف العملات الصادرة عن المصرف تحسبا لاتخاذ الاتحاد الاوروبي عقوبات اشد على سوريا.
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 27 شخصا في سوريا هم 14 مدنيا وطفلان أثناء عمليات عسكرية وامنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد اثر إطلاق مسلحين يعتقد أنهم "منشقون" قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد.
كما تأتي عشية تظاهرات دعت اليها ككل يوم جمعة صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع فيسبوك، والتي اتخذت لتظاهرات الغد شعار "جمعة الحظر الجوي: الخزي والعار لمن يقصف اطفالنا بالطائرات".
وقالت الصفحة "عندما يقوم المجرم بشار بافلات الطائرات الحربية - التي دفع ثمنها شعبنا من دمه لحماية سورية - عندما يدفع بها المجرم لقصف أطفالنا وأهلنا العزل ومدارسنا وبيوتنا نقول آن للمجتمع الدولي أن يفرض حظرا جويا على طائرات السفاح ويمنعها من التحليق".
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 مارس بحسب الأممالمتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب اهلية".ويتهم النظام السوري "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.