كشفت مصادر أمنية عن أن قيادة المقاومة فى حزب الله أعلنت استنفارها العسكري السري بعد وصول تقارير تشير إلى احتمال قيام إسرائيل بشن حرب خاطفة على لبنان. وكانت المعلومات قد أكدت أن هذه الحرب كانت مقررة خلال شهر أغسطس الماضي، بعد رصد حركة غير طبيعية في المطارات الحربية الاسرائيلية، وإخراج مقاتلات حربية من مخابئها تحت الارض استعدادا لقيامها بمهمات قتالية، ولكن تعديلا طرأ في اللحظات الاخيرة اوقف هذه العملية التي تردد انها كانت تحمل اسم "النحلة".
وذكرت تلك المصادر لصحيفة"الجمهورية" اللبنانية أن قيادة المقاومة توقعت أن إسرائيل تخطط حاليا لحرب خاطفة، وهي تسعى هذه الايام لتأمين الغطاء الاميركي والاوروبي للبدء بعدوانها ضد لبنان وربما ضد ايران، والحرب الاسرائيلية هدفها محاولة ضرب "حزب الله" الذي تعتبره الخط الدفاعي الاول لايران في المنطقة، لتنطلق بعدها، وبتعاون أمريكي وأطلسي، لضرب إيران نفسها.
ولفتت المصادر إلى أن الاستعدادات العسكرية للمقاومة لا تتوقف وهي مستمرة، ومن بينها قيام خبراء بتلغيم أماكن ومرتفعات وتلال في السلسلة الشرقية يتوقع أن تستخدم من قبل العدو كأماكن هبوط للمروحيات العسكرية الاسرائيلية.
وكون السلسلة الشرقية في لبنان، تعتبر من الناحية الميدانية ساقطة عسكريا لتضاريسها وطبيعتها الجرداء التي لا تناسب طريقة عمل حرب العصابات، فإن المقاومة وضعتها تحت مرمى نيران مدفعيتها وصواريخها المنتشرة في أماكن عدة، بحيث ستواجه قوات العدو نيران هائلة في حال حاول استخدام هذه المرتفعات في عمليات إنزال مفترضة، كما يتردد بغية محاصرة وادي البقاع.
وحسب معلومات "الجمهورية"، إن "وفدا من الخبراء العسكريين في الحزب برئاسة الحاج ذو الفقار، قام مؤخرا بجولة في البقاع والجنوب وعدد من الاماكن، في زيارة تفقدية لمواقع المقاومة، فيما أنهى (حزب الله) مؤخرا دورات تدريب عسكرية مكثفة لحوالي727 مقاتلا في طهران أجروا تمرينات حول طرق وأساليب جديدة في حرب العصابات وأعمال الكوماندوز.
وكانت سرايا من الإسناد الناري والصواريخ في المقاومة أنهت خلال الصيف الماضي دورات على استخدام صواريخ متطورة جدا مضادة للدروع، كما أجرت فرق اخرى دورات في مجالات الرصد والاستطلاع ونصب الكمائن والإغارة والقتال المتقارب.
وتؤكد المصادر أن من ضمن السيناريو العسكري المفترض الذي وضعته قيادة المقاومة إطلاق ما لا يقل عن عشرة آلاف صاروخ في أول لحظات الحرب بإتجاه العمق الاسرائيلي مستهدفة المطارات العسكرية والمنشآت والمرافق الحيوية، على ان يتبعها عمليات اطلاق صواريخ من اماكن لا يتوقعها العدو، خصوصا وأن "حزب الله" بات يملك خرائط تفصيلية لمواقع المطارات العسكرية الاسرائيلية، وحتى السرية منها، وبات بإمكانه رصد أي عملية إقلاع لطائرات حربية من هذه المطارات، فيما باتت المياه الاقليمية تحت مرمى صواريخ ارض - بحر موجودة لدى الحزب.
والمفاجأة الأكبر، بحسب المصادر، امتلاك المقاومة أسرار شبكات الترميز والتربيع في مجال الاتصالات العسكرية الاسرائيلية وزرع غرف تنصت ورصد ثابتة وجوالة مجهزة بأجهزة تنصت متطورة، وإن إسرائيل ستفاجأ حتى بهجمات من وسط المدن الاسرائيلية من قِبل خلايا "حماس" و"حركة الجهاد الاسلامي" وخلايا أخرى مجهزة تنظر ساعة الصفر.
وتكمل الصحيفة: "لقد اعتادت إسرائيل على نقل المعارك الى داخل ارضنا، إنما هذه المرة ستكون المعركة داخل مستعمراتها ومناطقها، لذا فإن احتمال الهجوم على منطقة الجليل من قبل المقاومة خيار مؤكدا تكتيك عسكري سيربك العدو".
وأشارت المصادر إلى أن العدو سيفاجأ بأن المقاومة ستواجهه في أماكن وساحات خارج لبنان، فمن غير المستبعد أن يكون البحر الاحمر والبحر المتوسط، ومضيق باب المندب مسرحا لعمليات للسرايا البحرية في الحزب وللكوماندوز البحري في المقاومة.