توعد الزعيم الطالباني الملا فضل الله الذي يتخذ افغانستان مقرا له بالعودة الى باكستان ليشن حربا جديدة في معقله السابق في وادي سوات مبديا شكوكه في صدق واخلاص الحكومة في عقد محادثات سلام مع المتشددين. وعرض سراج الدين أحمد متحدثا باسم الملا فضل الله في مقابلة صحفية تناقلتها القنوات التليفزيونية المحلية الخاصة موقف فضل الله قائلا "لقد ضحينا بأوراحنا وتركنا ديارنا وقرانا من أجل الشريعة وسنبذل أقصى ما في وسعنا من أجل تطبيق الشريعة في منطقة ملقند وبقية باكستان." جاء تهديد طالبان بعد ان وجهت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كليتون ومسؤولون امريكيون عسكريون واستخباراتيون كبار تحذيرا شديدا إلى باكستان لتشن حملة على الجماعات المتشددة وهي قضية تسببت في توتر شديد للعلاقات بين الحليفين. كما يأتي هذا التهديد على خلفية الاستعداد الذي أبدته الحكومة هنا ..كما أبداه زعماء آخرون لطالبان الباكستانية بفتح مباحثات سلام لانهاء صراع راح ضحيته الاف من العسكريين والمدنيين على السواء .
الا أن فضل الله بدا متشككا بشأن نوايا الحكومة الباكستانية . وقال سراج الدين احمد الذي وصف بأنه أحد المستشارين المقربين لفضل الله أن" حكام باكستان دائما يتوددون الينا عن طريق بعض الأشخاص كلما توترت علاقاتهم مع الولاياتالمتحدة ويناشدوننا مساعدتهم في استعادة السلام في البلاد .ولكنهم ينسون وعودهم، ويصبحون أكثر قسوة وعنفا عندما تعود علاقاتهم الى مجاريها مع الولاياتالمتحدة. ونحن نعلم هذه الحيل التي يتبعها حكام باكستان ولا نثق بوعودهم."
كانت باكستان قد حثت مؤخرا القوات الأفغانية وتلك التي تقودها الولاياتالمتحدة على ملاحقة الملا فضل الله وقالت أن هذه القوات فشلت في اتخاذ إجراء ضده على الرغم من طلبات إسلام آباد المتكررة وهي الشكوى التي يرجح أن تعمق التوتر بين الجارتين.
وقال الميجور جنرال اطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني أن "المشكلة قائمة ولم تنته" منوها بأن فضل الله الذي اشتهر بتصريحاته النارية عبر الإذاعة نجح في إعادة تنظيم صفوفه في أفغانستان وتكوين معاقل وحشد الدعم المحلي وبات يمثل تهديدا لباكستان من جديد،.
وقال عباس أن فضل الله وجماعته يحاولون الآن دخول سوات مجددا عن طريق دير السفلى، في إشارة إلى منطقة حدودية بشمال غرب باكستان اتسمت بالاستقرار النسبي قبل أن يشن أنصار فضل الله عدة هجمات على قوات الأمن في الآونة الأخيرة.
والملا فضل الله هو رجل دين بارز في حركة طالبان مسؤول عن سلسلة من الهجمات عبر الحدود، وشارك مقاتلون موالون لفضل الله في هجمات قتل فيها نحو 100 من أفراد قوات الأمن الباكستانية مما أثار غضب جيش باكستان الذي يواجه تهديدات من جماعات متشددة عديدة.