أبرمت السلطات المحلية الباكستانية مع قيادي اسلامي موالي لطالبان الاثنين اتفاقا ينص على تطبيق الشريعة الاسلامية في وادي سوات بشمال غرب باكستان حيث يواجه الجيش حركة طالبان الموالية للقاعدة. وتم الاتفاق غداة اعلان طالبان الباكستانية في سوات وقفا احادي الجانب لاطلاق النار لمدة عشرة ايام، وعد الاسلاميون بتمديده الى ما لا نهاية اذا تم التوصل الى اتفاق حول تطبيق الشريعة. وصرح وزير الاعلام المحلي ميان افتخار حسين للصحفيين في بيشاور "تم التوقيع على اتفاق بين حكومة الولاية الحدودية الشمالية الغربية ومولانا صوفي محمد" رجل الدين الموالي لطالبان، واضاف "ستلغى كافة القوانين المخالفة للشريعة وستصبح تشريعات القضاء مطابقة للشريعة". ويشمل الاتفاق منطقة ملقند التي يقع فيها وادي سوات الذي كان من افضل المواقع السياحية في باكستان عند سفح جبال الهيمالايا. وقد سقط وادي سوات في خريف 2007 بين ايدي حركة طالبان التي يتزعمها "مولانا" فضل الله صهر صوفي محمد وشن الجيش على الفور عملية واسعة النطاق انتهت بالتوقيع على اتفاق ينص على تطبيق الشريعة لكنه لم يدخل ابدا حيز التنفيذ. وشن الجيش الصيف الماضي هجوما جديدا اكثر كثافة لكنه لم يتمكن من السيطرة على الوضع ميدانيا بشكل دائم في ذلك الوادي الذي يبعد 120 كلم غرب اسلام اباد. وكانت واشنطن التي تمارس ضغوطا متواصلة على اسلام اباد، حليفتها الاساسية في "الحرب على الارهاب" نددت بهذا النوع من الاتفاقات مع طالبان في عدة مناطق من شمال غرب البلاد معتبرة انها تسمح لهم باستعادة قواهم خلال انسحاب الجيش. ورغم احتجاجات اسلام اباد ما زالت الولاياتالمتحدة تقصف يوميا تقريبا مواقع طالبان الافغان ومقاتلي القاعدة الاجانب في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد والتي تقع على الحدود مع افغانستان. واسفر قصف صاروخي امريكي جديد الاثنين عن سقوط 26 شخصا على الاقل معظمهم من "طالبان" الافغان والباكستانيين في منطقة كرام القبلية على ما افاد مسئولون في اجهزة الامن الباكستانية.