فى ديوانه الجديد "معا نقلد الوردة مداها" يتجلى بوح الألم للشاعر العراقى المغترب على البزاز، بقدر ما يرسخ مكانته فى المشهد الشعرى العراقى بأصواته فى الداخل والخارج. والديوان الجديد الصادر عن منشورات دار التوحيدى بالرباط بالمشاركة مع دار منشورات لامار بهولندا، يؤكد من جديد على غرائبية وتفرد عالم الشاعر العراقى على البزاز وخصوصية تجربته وثراء صوره وفتنة لغته كمبدع مشاكس ينزع نحو التوظيف الغرائبى للكلمة وتركيبة الجملة الشعرية.
ويرى النقاد أن على البزاز ينتمى لتلك السلالة من الشعراء التى تتميز بالمغامرة فى أفاق الكلمة الشعرية بغموضها ورمزيتها وجديتها ومشاكستها، فيما يبدو فى ديوانه الجديد راغبا فى مشاركة القارئ له فى تجربة تقليد الوردة بأريجها ووداعتها وعبقها ورقتها وقدرتها فى الوقت ذاته على مقاومة قسوة الظروف والمعطيات الصعبة.
وبمجازاته الفريدة وتراكيبه الغريبة يبتكر على البزاز عالما من العلاقات والدلالات الجديدة كشاعر لا يشبه غيره، وإنما يشبه نفسه فيما بدت مؤثرات العيش فى المنفى الهولندى واضحة فى ديوانه الجديد.
و يتطلع على البزاز فى منفاه الهولندى لفتح نافذة على المجهول دون أن يتخلى عن احتفاليته العاشقة للحياة ورغبة المبدع فى البناء والإضافة، رغم كل الآلام وبألق وإيجاز وتوهج يتجلى فى قصائد ديوانه الجديد التى جاءت كضربات شعرية أشبه بضربات الرسام المقتدر والمجدد وأقرب لأسلوب السهل الممتنع.
ويقيم على البزاز فى هولندا منذ عام 1997 ، فيما حصل على عضوية اتحاد الكتاب الهولنديين، وصدرت له من قبل أربع مجموعات شعرية باللغة الهولندية هى "شمعة ولكن تكسف الشمس"، و"نادل أحلامى"، و"تضاريس الطمأنينة" وصوت فى عريشه".
وكان البزاز الذى ولد فى الناصرية عام 1958 ، قد غادر العراق عام 1991 ومضى يغرد خارج السرب بكولاجات شعرية صادمة بقدر ماهى بهية وذات مقاصد مخاتلة وتقدم للمتلقى لذة القراءة فيما تعكس نكبة وطن ومحنة مبدع.