واصل المعلمون فى عديد من المحافظات أمس إضرابهم الذى بدأوه أول أيام العام الدراسى، وسط محاولات من جانب الإدارة إحباط الإضراب واشتباكات بينهم وبين أولياء الأمور. وفى كفر الشيخ أدى الإضراب الذى استمر لليوم الثالث على التوالى إلى شلل تام فى العملية التعليمية فى جميع مدارس المحافظة البالغ عددها 1175 مدرسة.
وخلت المدارس من المعلمين الذين أغلقوا أبواب المدارس بالجنازير لمنع دخول أو خروج أحد، وقام أولياء الأمور بمنع أولادهم من الخروج من المنازل والالتزام بها حتى إشعار آخر سواء استمر الإضراب أو تم قطعه.
وتعرض وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، محمد رجب، لموقف محرج حينما حاول إسناء المدرسين عن الاستمرار بالإضراب فى مدرستى الشهيد رياض والشهيد سلام الثانوية وكان جزاؤه الطرد من المدرسة.
وتجمع عشرات المدرسين أمام وكيل الوزارة وأخبروه بأنه إما الاستجابة لمطالبهم او استمرار الاضراب فلم يجد مفرا الا الانسحاب بسيارة المديرية من أمام بوابة المدرسة.
وفى نفس الاتجاه قام بزيارة ميدانية لبعض مدارس مدينة كفر الشيخ من اجل متابعة العملية التعليمية مع استئناف الدراسة فلم يجد الا مدارس خاوية خالية من الطلاب ومن المعلمين فضرب كف بكف. وفى محافظة البحر الأحمر واصل المعلمون فى 20 مدرسة بمدن الغردقة ورأس غارب إضرابهم عن العمل لليوم الثانى على التوالى.
وقال عضو مجلس إدارة نقابة المعلمين المنتخب، يوسف محمد حسن، قررنا دخول الفصول ولكن بدون شرح حرصا على سلامة الطلاب بدلا من تركهم خارج أسوار المدرسة.
وأكد استمرارهم لحين تحقيق مطالبهم وأهمها إقاله وزير التعليم وتثبيت العمالة المؤقتة وصرف حافز الإثابة 200% مع زيادة المعاشات إلى 120 شهرا، مع إضافة مطلب خاص بحصول المعلمين بمدينة غارب على أراضى جمعيات الإسكان فى مدينة الغردقة لعدم تواجد تقسيمات بالمدينة.
وفى السياق ذاته بدأت الشئون القانونية فى حصر اسماء المعلمين المضربين عن العمل لاتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم بعد قرار اللواء محمود عاصم محافظ البحر الاحمر الذى طالب فيه بمحاسبة المعلمين المقصرين فى أداء عملهم.
وواصل العشرات من معلمى المدارس المختلفة بالوادى الجديد إضرابهم عن العمل أيضا فى اليوم الثانى لبدء الدراسة بمدارس المحافظة، وقال محمد الخارجاوى منسق ائتلاف معلمون ضد الفساد بالوادى الجديد إن عدد المعلمين المشاكرين فى الإضراب تضاعف فى اليوم الثانى له مشيرا الى استمرار الاضراب بعدد من مدارس ادارة الداخلة التعليمية.
وفى المنيا واصل لليوم الثالث الدراسى عدد كبير من معلمى المحافظة إضرابهم ورفعوا شعار (مدرسة بدون مدرس).
وقد تمكن أحمد مصطفى، مدير عام إدارة المنيا التعليمية فى احتواء عدد كبير من مدرسى الإدارة الذين دعوا للإضراب عقب عقد اجتماع موسع معهم ومنعهم من مواصلة الاضراب فى اليوم الثالث للدراسة وقضى معهم اليوم بالكامل داخل المدارس.
من جانب آخر أصدر المستشار محمد عبدالقادر محافظ الغربية عدة قرارات أمس اعتبرها المعلمون «تصادمية وتزيد من احتقان المضربين عن العمل بالمدارس» للمطالبة بتحسين أوضاعهم ومحاربة الفساد المتفشى فى الوزارة، على حد قولهم.
ارسل المحافظ بقراراته رسميا الى وكيل وزارة التربية والتعليم ومديرى الادارات لتوزيعه على مديرى المدارس على خلفية ورود بلاغات بنشوب مشادات ببعض المدارس بين المعلمين وأولياء الامور من بينها مدارس محمد الخولى الابتدائية بسبرباى مركز طنطا ومدرسة الشهيد مبروك الابتدائية بكفر الزيات ومدرسة فيشا سليم الابتدائية والاعدادية مركز طنطا ومدرسة حسنى مبارك بحى تانى طنطا والمدرسة التجريبية المتكاملة بطنطا بالاضافة الى تقارير الادارات بتكرار الاضراب وامتناع عن العمل.
وقد قرر المحافظ اعتبار المضربين ممتنعين عن العمل ومتسببين فى وقف العملية التعليمية ويتم إحالتهم للتحقيق مع وقفهم عن العمل على ذمة التحقيق ورفع تقرير إلى المحافظ بانتظام الدراسة من عدمه.
كما أكد المحافظ على تفعيل نص المادة 124(1) من قانون العقوبات والتى تنص على أنه «إذا ترك ثلاثة على الأقل من الموظفين أو المستخدمين العموميين عملهم ولو فى صورة الاستقالة أو امتنعوا عمدا عن تأدية واجب من واجبات وظيفتهم متفقين على ذلك أو مبتغين منه تحقيق غرض مشترك عوقب كل منهم بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تجاوز سنة وبغرامة لا تزيد على 100 جنيه ويضاعف الحد الاقصى لهذه العقوبة إذا كان الترك أو الامتناع من شأنه أن يجعل حياة الناس أو صحتهم أو امنهم فى خطر أو كان من شأنه أن يحدث اضطرابا او فتنة بين الناس او إذا اضر بمصلحة عامة.
وطالب المحافظ بموافاته بأسماء المضربين والمنقطعين عن العمل لتقديمهم للمحاكمة الجنائية والتأديبية.
إلى ذلك حدثت اشتباكات عديدة بين أولياء الأمور من جانب والمدرسين من جانب آخر، ففى الغربية شهدت مدرسة الشهيد مبروك الابتدائية بمدينة كفر الزيات واقعة مؤسفة عندما أقدم موظف بالمعاش على التعدى على مديرة المدرسة بالضرب وأصابها بسحجات وكدمات بالرأس والوجه اعتراضا منه على توقف سير العملية التعليمية بالمدرسة لإضراب المعلمين بها عن العمل.
كما شهدت محافظة السويس معارك عنيفة بين المعلمين وأولياء الأمور بسبب إضراب المعلمين الذى تسبب فى إصابة بمدرس بجروح كبيرة بالرأس بعد قيام أسر بإحدى المدارس بحى الجناين بالاعتداء عليه لرفض المدرس العمل وهو ما تكرر فى عدة مدارس أخرى بسبب المشادات ودفع قوات التأمين للجيش والشرطة بالتواجد المكثف حول المدارس المضربة خوفا من غضب الأهالى فى السويس.
ونظم أكثر من 1000 تلميذ وتلميذة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمركز إهناسيا بمحافظة بنى سويف مظاهرة أمام الإدارة التعليمية مرتدين الزى المدرسى اعتراضا على إضراب المعلمين، وردد التلاميذ هتافات «لا لإضراب المدرسين»، وطالبوا بالعودة إلى مدراس مرة ثانية بعد رفض المدرستين استقبالهم.
وفى المقابل أكد ‐‐مصطفى عبد الرءوف المنسق العام لمعلمى بنى سويف أن الإضراب ناجح بنسبة 100% مشيرا إلى أن الوزير لا يزال يعتمد على تقارير غير دقيقة من مديريات التربية والتعليم بالمحافظات تنقل له صورة غير الصورة الحقيقية. وأشار عبد الرءوف أن المعلمين دخلوا فى اضراب ايضا عن الدروس الخصوصية ونال الاضراب اقبالا شديدا خاصة مدرسى التعليم الثانوى والاعدادى.
وفى المنوفية أجبر أولياء أمور التلاميذ والطلاب المدرسين على دخول الفصول والانتظام فى العملية التعليمية حيث شكل أولياء الأمور لجانا شعبية ضمت كل لجنة 20 ولى أمر داخل كل مدرسة لمتابعة انتظام العملية التعليمية.
وعقد المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية اجتماعا مع عدد من المدرسين المضربين عن العمل فى المحافظة ممثلين عن كل الإدارات التعليمية حيث أكد المحافظ على دور المعلم فى بناء الدولة الحديثة خاصة فى عهد ما بعد الثورة وان محافظة المنوفية تتميز باهتمام غير عادى بالتعليم وبها أعلى نسبة تعليم على مستوى الجمهورية.
وفى مدينة 15 مايو بحلوان قام بعض مديرى المدارس بالسماح للطلاب بالانصراف من المدارس مع بداية اليوم الدراسى، نظرا لعدم استفادتهم من البقاء فى المدارس مع إضراب الطلاب، حسبما أكدت ذلك مديرة احدى المدارس «للشروق».
واقتحم أولياء الأمور بمركز إهناسيا بمحافظة بنى سويف الإدارة التعليمية صباح أمس وأشعلوا النيران بها وألقوا بجميع الأوراق والملفات الخاصة بالإدارة والمدارس والعاملين بها فى الشارع بعد إحراقها.
وقال شهود عيان إن أولياء أمور التلاميذ بالمدرسة الإعدادية بنين هم الذين أشعلوا النيران بالإدارة اعتراضا على قرار سامية أمين وكيل وزارة التعليم بالمحافظة ورجب عبدالبصير مدير ادارة اهناسيا بنقل طلاب المدرسة التجريبية إلى مدرسة إهناسيا بنين وتوزيع طلاب الإعدادية بنين على المدارس الأخرى.
وتولت نيابة إهناسيا التحقيق تحت إشراف المستشار حمدى فاروق المحامى العام لنيابات بنى سويف.
من ناحية أخرى هاجم بلطجية يقودهم ولى أمر إحدى التلميذات مبنى مدرسة شجرة الدر الابتدائية بحى الرمد بمدينة بنى سويف، واعتدوا على مديرة المدرسة وإحدى المعلمات بالضرب، بسبب خلاف بين ولى أمر تلميذة وبين المعلمة على المكان الذى يرغب فى وضع ابنته فيه فى الفصل الدراسى.
الخلاف نشب صباح أمس بين ولى الأمر، ومعلمة اللغة العربية رضا سيد أمين، التى كانت تقوم بالتدريس لطلبة الصف السادس الابتدائى، حيث حضر إليها ولى الأمر الذى طلب تعديل المكان الذى تجلس فيه نجلته فى الفصل، وتطور حوارهما إلى مشادة كلامية، ترك على أثرها ولى الأمر المدرسة، وأحضر عدد من البلطجية الذين اعتدوا بالضرب والسباب والألفاظ الخادشة والأسلحة البيضاء على مديرة المدرسة، التى تضم أكثر من ألف وخمسمائة طالب وطالبة، مما أصاب المعلمين والطلاب بالذعر.
وهرب الطلاب من المدرسة، وقرر المعلمون الدخول فى اعتصام مفتوح، وإضراب عن العمل بسبب تأخر الشرطة فى الاستجابة لنداءاتهم المتكررة لإغاثتهم من الاعتداءات وأعمال الترويع التى جرت بالمدرسة اليوم.
واشتكى عدد من المعلمين وأولياء الأمور من تأخر وصول قوات الشرطة، وتراخيها فى التعامل مع البلطجية، ومن رخاوة المسئولين بمديرية التربية والتعليم فى التعامل مع مشكلة تأمين المدرسة التى تقع فى منطقة راقية نسبيا، ويلتحق بها العديد من الطلاب من كافة مناطق المحافظة مشيرين إلى أنهم خاطبوا المديرية أكثر من مرة فى هذا الخصوص دون جدوى.
كما شهدت مدرسة رياض الإعدادية بمركز ناصر مشاجرة بين الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين عندما اعترض أولياء الأمور والتلاميذ على إضراب المعلمين وتكرر المشهد أيضا فى مدرسة السلطان بمركز ببا وفى مدرسة الشهيد محمد عباس الابتدائية لكن تم السيطرة على الوضع.
من ناحية أخرى أعلن باحثو المركز القومى للامتحانات والذى يبلغ عددهم 60 باحثا استمرارهم فى إضرابهم تضامنا مع المعلمين ومشاركتهم فى مليونية المعلمين يوم السبت المقبل.
شارك فى التغطية: كمال الجزيرى وعمرو بحر وماهر عبد الصبور ومحمد نصار وعلاء شبل وسيد نون وحازم الخولى.
