على الرغم من انقضاء موسم العرض الرمضانى، وانتهاء مولد المسلسلات، فقد استطاعت العديد من الوجوه الشابة أن تلقى بظلالها عبر أعمال رمضان الدرامية، وأن تترك وراءها انطباعات ربما تدوم طويلا، وربما تكون قاعدة لانطلاقهم إلى عالم النجومية والشهرة فى مواسم مقبلة.. وفى السطور التالية نحاول أن نتتبع بعضا من هذه التجارب الفنية لنتعرف على المفاتيح التى عبروا بها إلى قلوب المشاهدين. مريم حسن: أسطورة النجم الواحد سقطت فى رمضان
«مريم حسن» التى كانت بدايتها سينمائية من الخلال المشاركة فى بطولة فيلمين هما «45 يوم» و«ولد وبنت» فى أولى خطواتها الفنية، استطاعت أن تضع أسمها فى قائمة أفضل الوجوه التى أطلت عبر دراما رمضان، بدور مهم أمام نجوم كبار هم جمال سليمان وليلى علوى.
تؤكد مريم أنها كانت تعى من البداية خطورة الشاشة الصغيرة وأهميتها على مستقبل الممثل ولكنها فى الوقت نفسه كانت قد اتخذت قرارا بألا تقبل إلا العمل الذى تحبه وتقتنع به فهى لن تشارك فى عمل تليفزيونى لمجرد الوجود فقط، وإنما لتقدم نفسها كممثلة قادرة على تقديم أدوار مميزة.
وعن مسلسل «الشوارع الخلفية» قالت إنه عمل ضخم تقف خلفه شركة إنتاج لها وزنها، وسيناريست مميز هو مدحت العدل والمخرج مخضرم جمال عبدالحميد ونجوم كبار مثل جمال سليمان وليلى علوى ومحمود الجندى وسامى العدل وغيرهم، وعمل بهذا الشكل لا يمكن رفضه، وحول وجودها بين النجمين جمال سليمان الذى لعب دور أبيها وليلى علوى التى لعبت دور الجارة التى يرغب أبوها فى الزواج منها، قالت مريم: «أنا محظوظة لأن معظم مشاهدى كانت معهما، واستمتعت بالتعامل مع فنانين يقدران قيمة العمل ويتفانيان فيه».
أضافت أنها كانت محظوظة أيضا لترشيحها لشخصية «سميرة» التى أتاحت لها تقديم تركيبة إنسانية بكل معنى الكلمة.. تختلط فيها كل المشاعر. مشيرة إلى السيناريو الذى كتبه العدل والذى فتح الباب لتقديم عدد من الوجوه جديدة من خلال المسلسل، وقالت إن تلك الوجوه أسهمت فى إضفاء حيوية للعمل، حيث كانت الوجوه الجديدة من ظواهر رمضان هذا العام، وهى خطوة جريئة تحسب للنجوم وللشركات الإنتاجية التى غامرت بكل هذا الكم من الوجوه الجديدة.
وكشفت مريم عن اعتقادها بأن زمن النجم الأوحد قد انتهى، وأن نجاح الأعمال الفنية سيكون مرهونا بكل عناصر العمل من سيناريو وإخراج وكذا التصوير والديكور وفريق الممثلين. وقالت إنه ليس من المنطق أن تقتصر مهنة التمثيل على 10 فنانين، مشيرة إلى وجود موهوبين يعيشون على أمل فرصة ولم يجدوها، وكان لا بد من هذه الثورة وهذه الانطلاقة لعلها تكسر حالة الملل التى أصابت الدراما.
حورية فرغلى: اللعب مع الكبار بطاقة نجاحى
«اللعب مع الكبار والوقوف أمام ممثلين كبار بحجم ليلى علوى وجمال سليمان ومحمود الجندى فى مسلسل «الشوارع الخلفية» وكذلك الدويتوهات الفنية مع الموهوب هيثم أحمد زكى فى «دوران شبرا» كان جواز المرور لقلوب المشاهدين» بتلك الجمل البسيطة فسرت الفنانة حورية فرغلى سر تألقها على الشاشة الصغيرة، والذى انعكس على الكثير من الكتابات النقدية التى تناولت دراما رمضان. وتبدأ حورية حديثها بمسلسل «دوران شبرا» وقالت إنه من الأعمال التى قدمت صورة جديدة لشكل الدراما التليفزيونية، مشيرة إلى حالة التفاهم التى جمعتها بالفنان أحمد زكى والتى انعكست على الشاشة بشكل كبير، وأشارت إلى أنها بذلت مجهودا كبيرا فى أداء شخصية «عزة» البوابة الفقيرة التى تكافح واقعها المؤلم بكل آلامه وأحزانه، وعن مشاركتها فى مسلسل «الشوارع الخلفية» قالت إنها تجربة أكسبتها خبرات كبيرة من احتكاكها بنجوم كبار تعلمت منهم احترام العمل والالتزام به، والحفاظ على روح العائلة الواحدة فى كواليس العمل، أكدت أنها لا تبحث عن الانتشار بقدر بحثها عن الإجادة فى تقديم الأدوار المطلوبة منها، أما فى مسلسل «الشوارع الخلفية» قدمت دور فتاة من الطبقة الوسطى التى عاشت فى القاهرة فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى.
وتعلق حورية على أدوارها على شاشة رمضان بقولها: «كانت تحديا كبيرا، خصوصا أننى أشارك فى البطولة إلى جوار غيلان فى التمثيل مثل محمود الجندى الذى لعبت دور زوجته فى الأبواب الخلفية، وهذا تطلب تركيز كبيرا ومعايشة للشخصية جعلت الدور يخرج بهذا الشكل الذى أعجب الجمهور».
رامى غيط: نجحت فى تقديم المشاكس لأننى لم أكرر أدوارى
شخصية المشاكس التى قدمتها فى مسلسلى «شارع عبدالعزيز» و«نونة المأذونة» لفتت انتباه المشاهدين، خصوصا أن حجم الإنتاج بعد ثورة 25 يناير لم يكن كبيرا مثل الأعوام السابقة، بما أتاح مشاهدة جيدة لمعظم المسلسلات فى رمضان» بهذه الكلمات كشف الفنان الواعد رامى غيط عن سر نجاحه فى الوصول إلى قلوب المشاهدين، وقال: «لم أضع فى بالى أى خطط لتحقيق هذا النجاح.
وأكد غيط أنه استمتع كثيرا بنوعية الأدوار التى أسندت إليه والمساحات التى أتاحتها له، وأشار إلى أن عمله مع عمرو سعد وحنان ترك يعد بالنسبة له تجربة مريحة وخصوصا أنه قد تعود على كل منهما وحفظ أسلوبهما فى الأداء وكيف يتفاعل معهما فى المشاهد التى تجمعه بهما ومن هنا يرى أن تكرار العمل مع هذين النجمين فكرة رائعة، وأضاف أن أهم أدواته فى تقديم نفسه كفنان يملك قدرا من الموهبة هو صنع اختلاف بين شخصيتى «بكرو» التى قدمها «شارع عبدالعزيز»، و«ماندو» التى قدمها فى«نونة المأذونة»، وذلك على الرغم من اشتراكهما فى كونهما لشخص مشاكس، ولكنه اختار شكلين مختلفين لأن «بكرو» شخص من قاع المجتمع أما «ماندو» فهو من طبقة اجتماعية أرقى.
ونفى أن تكون ردود الفعل السلبية التى صاحبت «نونة المأذونة» قد أثرت عليه وخصوصا انه هنا ليس البطل صاحب العمل، وقال أنه فى مثل هذه الحالات يكون أول من يتحمل المسئولية هو المخرج ثم بطل العمل، أما هو وفريق الممثلين فيؤدى هنا دورا مساعدا.