●● تخلصنا من استبداد نظام مزيف ومزور، وتخلصنا من عنفه البوليسى، وظهر لنا الكثير من المستبدين، ومن محتكرى الوطنية والثورة والنضال، هم فقط الوطنيون، وهم فقط الثوار، وهم فقط الأبطال. هكذا يرون أنفسهم فى مرآة الإعلام وصوره وبرامجه.. يا إلهى كيف يمسك مواطن بعلم مصر فى يد، ويمسك فى يده الأخرى زجاجة قنبلة مولوتوف يدمر بها حياة مواطن آخر.. من هذا الذى يشوه الوطن والعلم؟! ●● لا يمكن أن يكون ما جرى مساء يوم جمعة تصحيح المسار، وما جرى صباح السبت، من محاولات اعتداء على مديرية أمن الجيزة، له علاقة له بالثورة أو بالثوار، إننا نراهم دخلاء، وأعداء.. ثم ليقل لنا السادة الفلاسفة الذين يعطوننا على مدار الساعة محاضرات فى السياسة والحرية والديمقراطية: هل أنتم ديمقراطيون؟ هل تقبلون الرأى الآخر؟ هل تفهمون معنى إقصاء الأمن وهل تعرفون معنى هذا الإصرار الغريب على تغذية كل مشاعر الشر والغضب تجاه الشرطة؟ قولوا لنا ماذا يجب أن يفعل رجل الشرطة وهو يجد من يلقى عليه الحجارة ويشعل النار فى سيارته؟ ماذا عليه أن يفعل وهو يرى من يحاول أن يؤذيه ويقتله؟ قولوا لنا كيف يتصرف؟.. قولوا لنا بإجابة واضحة بعيدا عن لغتكم المعقدة المتحذلقة التى تتسم باللف والدوران والادعاء؟! لن تخرج منكم إجابة واحدة واضحة. ●● المشهد شديد الغرابة، شديد الفوضوية.. مشهد اقتحام العمارة وقد بدا هذا المشهد كأنه دعوة للاقتحام.. مشهد الحرائق التى تشتعل فى سيارات الأمن.. مشهد هذا الإصرار على إقصاء الشرطة، وإشعال الشباب بالغضب الذى يخرج عن نطاق السيطرة، والفتنة لا تجد عاقلا يوقفها، وتمضى كما تفعل النار فى الهشيم.. مشهد هذا الأحمق الذى يجلس فى موقع بعيد خارج مصر، ويبث سمومه وأمراضه السادية، ويطلق الشائعات ويرى أن السباب والسفالة لغة يجب أن يخاطب بها الغير، وتراه سعيدا مبتسما بسقوط الضحايا والمصابين، كأنه أحد أبناء الشياطين. ●● لم تكن جمعة تصحيح المسار، ولكنها خربته.. الناس تتابع بخوف هذه الوحشية التى غمرت النفس المصرية الطيبة.. اليأس الآن يحتل مقعد الحلم والأمل.. الحالة الوطنية التى فجرتها الثورة تنسحب.. الحالة الوطنية التى ولدتها الثورة وجعلت المصرى يمارس السياسة بفرحة وبكبرياء تتوارى الآن خلف جدران الفوضى والعنف والدمار.. إنها كارثة فعلا أن تحتل البلطجة الشوارع.. إنها كارثة فعلا أن يخترق القانون.. وأن يتم إقصاء القانون.. وأن تكون البلد بلا قانون؟!