سخر باحثون صينيون من ما وصفوها "إدعاءات الولاياتالمتحدة المتواصلة قديما وحديثا برفعها راية الدفاع عن حقوق الإنسان فى العالم ، موضحين أن إجراء الولاياتالمتحدة للتجارب غير المشروعة حول الأمراض المنقولة جنسيا في جواتيمالا تعد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بالنسبة لدولة تدافع عن حقوق الإنسان في العالم". ونقلت صحيفة "الشعب" الصينية عن ليو جانغ تشيو، نائب رئيس جمعية الأبحاث الصينية في القواعد واللوائح الدولية في مجال أخلاقيات البيولوجيا، قوله "إن هذه الإنتهاكات كشفت عن ما وصفه، النفاق الدبلوماسي الأمريكي، حول حقوق الإنسان وسياسة إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين التي تنتهجها الولاياتالمتحدة لإنتهاكات حقوق الإنسان داخليا وخارجيا". وكانت اللجنة الرئاسية في الولاياتالمتحدة لشؤون الأخلاقيات البيولوجية قد كشفت أمس الأول أن "علماء أمريكيين أقدموا عمدا على عدوى أكثر من 1300 سجين في جواتيمالا والمرضى عقليا وبائعات الهوى بفيروسات مرضي الزهري والسيلان خلال الفترة من 1946 حتى 1948 من أجل ما تم إدعاءه من أغراض بحثية، ما أدى لمصرع ما لا يقل عن 83 شخصا قبل نهاية عام 1953". وأضاف ليو جانغ تشيو، أن تنفيذ الولاياتالمتحدة التجارب العلمية والبحثية على الإنسان ليس بخبر جديد، ففي وقت مبكر من عام 1972، كشفت وسائل الإعلام أن اعتبارا من عام 1932 قام مسؤولون بقطاع الصحة في الولاياتالمتحدة بإجراء دراسة سرية على حوالي 600 أسود في ولاية ألاباما لدراسة كيفية تقدم وانتشار البكتريا المسببة لمرض الزهري، وخلال 40 عاما، تركوا المرض يفتك بأجسام هؤلاء الضحايا الأبرياء حتى الوفاة. وأشار ليو جانغ تشيو، إلى أنه "على الرغم من أن التجارب البشرية هي الوسيلة الأساسية والضرورية للأبحاث الطبية الحديثة، ومع ذلك، في كثير من الأحيان، يتم استخدام الأبحاث بطريقة سيئة من قبل بعض الخبراء أو الهيئات حتى البلاد التي تسعى إلى النجاح السريع مما يسبب أحداثا مأساوية في تاريخ تطوير الطب البشري . وأوضح أن الحدث يسلط الضوء أيضا على الحاجة لتعزيز القواعد واللوائح الدولية في مجال أخلاقيات البيولوجيا، لاسيما في الجوانب التشريعية المتعلقة بين التجارب على الجسم البشري والحفاظ على الكرامة الإنسانية الآدمية. وقال ليو جانغ تشيو أنه مما لا شك فيه أن التقدم المذهل الذي حدث في مجال الطب الوقائي والعلاجي والمخبرى لم يكن ممكنا إلا عن طريق التجارب على الإنسان، لكن يجب أن يستند إجراء التجارب البشرية وفق اعتبارات أخلاقيه ومهنية، وعلى أساس مبادئ توجيهية قانونية وأخلاقية دولية، وبخلاف ذلك، فمن السهل أن تنحرف التجارب العلمية والبحثية عن مسارها الصحيح وتصبح أداة الحصول على الفوائد غير العادلة لشخص أو دولة ما. يذكر أنه كان قد تم الكشف عن الفضيحة لأول مرة في الخريف الماضي، حيث عثر على معلومات سرية حول التجارب العلمية والبحثية في أرشيف الدكتور الراحل جون كاتلر جيم، الذي يعمل في إدارة خدمات الصحة العمومية الحكومية، وأنه بعد انتهائه من العمل في جواتيمالا عام 1948، عاد ليعمل ضمن دراسة توسكيجي، حيث تأكد أولا للدكتورة سوزان ريفيربي وفريق البحث أن تجربة توسكيجي تمت بشكل غير أخلاقي، وبعد التحقيق أثبت أن التجربة كانت عملا ضد الإنسانية، بكل المعايير. وقالت سوزان ريفيربي" لقد كدت أن اسقط من الكرسي تقريبا بعد أن عرفت هذه الأسرار المهيبة، لأنني لم أتصور وجود شيء من هذا القبيل". وبعد الكشف عن هذه الفضائح أدانت الحكومة الجواتيمالية بشدة، وأعربت عن التحفظ بحقها في تقديم هذا الموضوع إلى المحكمة الدولية، وقال رئيس جواتيمالا الفارو كولوم أنها "جريمة ضد الإنسانية"، وقال نائب رئيس غواتيمالا الآس بادا يوم 29 أغسطس الحالي أنه تم العثور على 5 ناجين من التجارب غير المشروعة وسيتم نقلهم إلى اكبر مستشفى في جواتيمالا للفحص لتحديد مدى تأثير التجربة عليهم وعلى عائلتهم. ووفقا للتقارير الإعلامية، فإن سن الناجين الخمس يناهز 85 عاما. وقال بادا أن الحكومة الجواتيمالية ستقوم بتحليل نتائج الاختبار أولا ثم يقرر كيفية الرد، حيث من المقرر أن تصدر لجنة التحقيق الرئاسية فى جواتيمالا نتائج الاختبارات في شهر أكتوبر هذا العام. وأشارت الصحيفة الصينية في نهاية تقريرها أنه في أكتوبر الماضي، كشف مسؤولون أمريكيون أيضا عن أكثر من تجربة مماثلة في الخارج، وأكثر من 10 تجارب أخرى في الولاياتالمتحدة، لكن أكثر التجارب فظاعة هي تلك التي قام بها الباحثون لمجرد الفضول ولا يوجد أي نتائج على الإطلاق.