أصبح تأهل منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا محل شك كبير بعد السقوط المروع الذي تعرض لها في استاد مصطفى شاكر في مدينة البليدةالجزائرية أمام نظيره الجزائري بثلاثة أهداف لهدف في ثاني مباريات الفريقين في المجموعة الثالثة للتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. أحرز أهداف الجزائر كل من كريم مطمور في الدقيقة 60 وعبد القادر غزال في الدقيقة 63 ورفيق جبور في الدقيقة 77 ، وأحرز محمد أبو تريكة هدف مصر الوحيد في الدقيقة 87. أدار المباراة الحكم الدولي الجنوب أفريقي دانييل بينيت من جنوب أفريقيا ، وكان موفقا إلى درجة كبيرة ، ساعده على ذلك التزام لاعبي الفريقين بالروح الرياضية بدرجة كبيرة على عكس مباريات مصر والجزائر السابقة. بهذه النتيجة ، يتصدر منتخب الجزائر المجموعة الثالثة برصيد أربع نقاط من جولتين ، بفارق الأهداف عن زامبيا "الثاني" ، بينما يأتي منتخب رواندا في المركز الثالث بنقطة واحدة ، متقدمة بفارق الأهداف عن مصر "الرابع" بنقطة واحدة فقط! جاءت المباراة قوية وممتعة ومثيرة وحفلت بكل فنون الكرة من الفريقين ، وخاصة من الفريق الجزائري الذي قدم كرة أوروبية راقية ، تميزت بالسعة والقوة في الالتحام ، ونجح خلالها في استغلال نقاط الضعف الرئيسية في الكرة المصرية منذ الأزل ، وهي البطء الشديد وتواضع مستوى التعامل مع الكرات العرضية أمام المرمى وإضاعة الفرص السهلة ، خاصة مع العلم أن الفريق المصري كان الأكثر خطورة وهجوما على المرمى في الشوط الأول. وتفوق رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري على نظيره المصري حسن شحاتة الذي أخطأ في التشكيل ، وخاصة في الدفاع بأحمد سعيد "أوكا" عديم الخبرة ، وعمرو زكي الذي بدا مفتقدا إلى التركيز تماما خلال المباراة ، وكذلك بتأخير نزول أحمد حسن حتى ما بعد الهدف الثاني للجزائر! وبالعودة إلى مجريات المباراة ، نجد أن الشوط الأول جاء "مفتوحا" من الفريقين ، حيث لعب كل منهما وكأنه يلعب على أرضه ، وأهدر المنتخب المصري من الفرص أكثر من نظيره الجزائري في هذا الشوط ، وكان أخطرها الانفراد الذي سنح لمحمد أبو تريكة من الجهة اليسرى ، وسدد منه كرة مباشرة قوية ولكنها مرت بجوار القائم الأيمن. وفي المقابل ، كان لاعبو خط الدفاع وثنائي الوسط محمد شوقي وحسني عبد ربه في قمة التركيز ، ونجحوا في الحد من خطورة لاعبي الجزائر وسرعة انطلاقاتهم. بدا الشوط بتسديدة في الدقيقة الأولى "للتخويف" من رفيق جبور يمسك بها الحارس عصام الحضري ، ثم سيطرة ميدانية للجزائر بفضل اللعب من لمسة واحدة ، وتركيز مصري على سيد معوض في الجهة اليسرى فقط. وتبدأ ملامح الخشونة من جانب لاعبي الجزائر من ضربة "كوع" في وجه عمرو زكي ، ثم لعبة خشنة من نذير بلحاج مع أحمد فتحي. وتسديدة ضعيفة من محمد شوقي في الدقيقة 22 تمر بعيدا عن المرمى ، وفي الدقيقة 22 أول هجمة منظمة حقيقية بين معوض وابو تريكة تنتهي بتسلل على زكي ، ثم أول ركلة ركنية لمصر بعد 24 دقيقة تنفذ بشكل سيء وتنتهي بتسديدة أسوأ من حسني عبد ربه تذهب بعيدا عن المرمى. ويبادل المصريون الجزائريين العنف ، فيعرقل شوقي النجم الجزائري القصير الخطير كريم زياني ، ثم إنذار لزكي لعرقلة لا داعي لها في منتصف الملعب لعنتر يحيى. في الدقيقة 35 ، تلوح أخطر فرصة لمنتخب مصر من انفراد لأبو تريكة من الجهة اليسرى يسددها بيسراه "مباشرة" على يمين القائم. وتشكل انطلاقات نذير بلحاج "لاعب بورتسموث الإنجليزي" وعرضياته خطورة كبيرة ، ولكن ثلاثي دفاع مصر وائل جمعة وأحمد سعيد أوكا وهاني سعيد كانوا لها بالمرصاد. وفي الدقيقة 39 ، تسديدة رائعة من زيدان تمر بجوار القائم الأيسر. ويبدأ الشوط الثاني بهجوم جزائري متحمس و"شماريخ" مشتعلة في المدرجات ، وينقذ أوكا كرة من على خط المرمى في الدقيقة 48 من ضربة رأس من عنتر يحيى لاعب بوخوم الألماني. في الدقيقة 60 ، يأتي الهدف الجزائري الذي أشعل المدرجات ، من هجمة منظمة وسريعة ، يتلقى كريم مطمور الكرة في الجهة اليمنى ، ينطلق بها إلى العمق ، ويسدد كرة قوية بقدمه اليسرى في غياب التغطية الدفاعية تسكن الزاوية اليمنى الأرضية لمرمى الحضري ، وتتقدم الجزائر بهدف. وبعد ثلاث دقائق من الهدف الأول ، يأتي الهدف الثاني ، عندما يرسل نذير بلحاج ضربة حرة من الجهة اليمنى بقدمه اليسرى ، تصل إلى عبد القادر غزال لاعب سيينا الإيطالي يقفز إليها برأسه أعلى من جميع المدافعين وفي غياب الحضري ، وتصبح النتيجة 2-صفر ، وتبدو الجماهير الجزائرية نفسها غير مصدقة لما يحدث! بعد فوات الأوان ، يدفع حسن شحاتة بأحمد حسن بدلا من "أوكا" الذي فقد التركيز تماما ، ويندفع الفريق المصري للهجوم اليائس بحثا عن أي هدف أو حتى فرصة ، ولكن الفريق الجزائري يستغل الفرصة ويبدأ في تنظيم هجمات مرتدة مستغلا فارق السرعة الشاسع بين لاعبي الفريقين. تشتعل المباراة أكثر بعد الهدفين ، ويسيطر الفريق الجزائري على مجريات الأمور ، وينظم المصريون هجمات يعيبها البطء والاعتماد على فردية تريكة وزيدان ، فضلا عن نجاح لاعبي الوسط الجزائريين في الضغط بقوة على اللاعبين المصريين في منتصف الملعب. ومن هجمة مرتدة أخرى من جهة اليسار تصل الكرة إلى رفيق جبور الذي يخترق دفاع الفريق المصري "المنهار" بفضل فارق السرعة ، وينفرد بمرمى الحضري ، ويتلفت جبور إلى يمينه فلا يجد معه أي مدافع ، فيقرر التسديد في المرمى قوية من فوق الحضري محرزا الهدف الثالث في الدقيقة 77! في الدقيقة 81 يجري حسن شحاتة تغييرين غير تقليديين بنزول أحمد رءوف وأحمد عيد عبد الملك بدلا من عمرو زكي وزيدان ، ويجري رابح سعدان تغييرا بنزول ياسين بزاز بدلا من رفيق جبور. ويسدد أبو تريكة كرة أرضية ينقذها الوناس قواوي بصعوبة ، وفي الدقيقة 87 يحرز أبو تريكة هدف مصر الوحيد من انفراد بتمريرة عبد الملك يسددها على مرتين حتى تدخل المرمى بصعوبة! وتتوتر أعصاب لاعبي مصر في الدقائق الأخيرة ، فيضيعوا على أنفسهم فرصة تضييق الفارق ، وتنتهي المباراة بهذه النتيجة التي تعني إلى حد كبير تضاؤل فرص المصريين في تحقيق حلم التأهل إلى المونديال للمرة الأولى منذ عام 1990!