سيد قطب فى نظر السلفيين المداخلة هو أول من نظر للأفكار الخوارجية، وهو أول من فتق فى الأمة فتق التكفير فى العصر الحديث، فقطب دعا إلى الخروج على الحكام بعد تكفيرهم وتكفير المجتمع الذى رضى بكفرهم واستندت على أفكاره ورؤاه جميع الجماعات الخوارجية وشكل لأفكارهم مددا ومعينا.. ولكن هجوم المداخلة على قطب لم يقتصر على فكرة الحاكمية والجاهلية فقط، لكن تتبعت كتابات الرجل كلها وأفكاره وتاريخه ومواقفه فكان هجومها عليه شاملا لمحاولة إسقاطه على الأقل فى عيون محبيه، ومن تأثروا بشخصه وبكتاباته، وذلك من خلال ضرب الأسس الفكرية، التى يؤسس عليها قطب أفكارها وإثبات أن عقيدته مشوبة ومنهجه الشرعى به خلل. ودائما ما يتهم المداخلة سلفى الإسكندرية بأنهم من أتباع سيد قطب لكن عند رصد الخطاب السكندرى ومحاولة معرفة موقفهم من سيد قطب يلاحظ أن السكندريين لا يرفضون قطب جملة ولا يقبلونه جملة كذلك فيأخذون منه، ويستشهدون بكلامه فى مواضع ويرفضونه فى مواطن أخرى، وهو الأمر الذى يرفضه المداخلة، الذين يقسمون الناس إلى قسمين، الأول: متبع يأخذ منه، والثانى: مبتدع لا يأخذ منه جملة وتفصيلا فياسر برهامى يقول: كان ابن تيمية يأخذ من المعتزلة والقدرية، فيقول: نحن نأخذ من الحق، الذى عندهم فيجتمع الحق عندنا ونرد الباطل، الذى عندهم فنصل إلى النجاة من البدعة كل من قال حقا نقبل منه لقد أمرنا الله أن نقبل من الشيطان إذا قال حقا وصار من السنة أن نقرأ آية الكرسى قبل أن ننام والشيطان هو الذى علم أبا هريرة هذه الآية فما الظن بأناس مسلمين لا شك أنهم بذلوا من أجل نصرة الإسلام، وأخطأوا فى بعض المسائل، لكن كان فى زمن انتشر فيه الجهل، وقل فيه العلم لقد التزم سيد قطب على كبر رافضا تهافت الناس على الحضارة الغربية مع أنه تكلم فى مسائل عن الصحابة وعن الأنبياء لم يصل إلى الاستهزاء، كما يزعمون ولم يقل بوحدة الوجود، كما يقولون لم يأت بكفر بواح كما يزعمون ويؤلون كلامه على أسوأ المحامل. ويكمل برهامى: من أجل أن بعض المشايخ الأفاضل من أمثال الشيخ محمد إسماعيل والشيخ أحمد فريد قال فى كتبه «الشيخ» سيد قطب رحمه الله قامت الدنيا، ولم تقعد أليس هذا من الظلم والعدوان وعدم الانصاف ومخالفة طريق السلف؟ ألا تعلم أن البخارى قد روى فى صحيحه لرواة قد يطعن عليهم بأنواع من البدع منهم من هو من الخوارج، لكن روى فيما عنه فيما لا يوافق بدعته، وهو رجل دين فى نفسه فأخذ من كلامه ما لا يعضد البدعة. ويضيف برهامى: إذا أخذنا كلام سيد قطب وكلامه فى الولاء والبراء سنجده كلاما موافقا للكتاب والسنة وعدم التضحية بالمنهج للحصول على مصلحة سياسية ما المنكر إذا ذكرنا ذلك؟ ألم يحتج شيخ الإسلام ابن تيمية بكلام عبدالقادر الجيلانى، وهو منسوب إليه وحدة الوجود أكثر من سيد قط؟ ألم يقل الإمام ابن القيم عن الهروى إنه شيخ الإسلام والله إن كلام الهروى فى مواطن لا يحتمل «ضلال مبين». ويكمل برهامى: إن لسيد قطب مواقفه الرائعة فى عدم الرضوخ للباطل هل ترضون بإعدامه وترضون بما فعل المجرمون الزنادقة بهم هم عذبوا وسجنوا وأعدموا من أناس كانوا ينشرون العلمانية والاشتراكية بكل فظائعها واليتم هؤلاء على طول الزمن هل رأيتم أحدا يوالى الحجاج على قتله عبدالله بن الزبير لقد كان الحجاج من الحكام، ولقد كان يزيد الإمام، فهل سمعتم أحد يؤمن بالله كان يحب يزيد لقد فعل بأهل المدينة ما فعل.. هؤلاء كانوا يصرحون بالشيوعية، وهم كفار ويحاربون الدين باسم الرجعية.