تباينت ردود أفعال المواطنين والتنفيذيين فى محافظات الجمهورية المختلفة، بعد إعلان حركة المحافظين الجدد، فما بين الفرح والغضب تأرجحت مشاعر المواطنين، ففى محافظة أسوان وفى أول رد فعل على قرار المجلس العسكرى ومجلس الوزراء، بالإبقاء على اللواء مصطفى السيد، واستمراره محافظا لأسوان، قرر العشرات من معتصمى خيام «ميدان الشهداء»، إعادة خيام الاعتصام من جديد داخل الميدان، وتجديد المطالبة بإقالة المحافظ، حيث كان عشرات المواطنين المنتمين لبعض الأحزاب والتيارات والقوى السياسية المختلفة، قد اعتصموا الأسبوع الماضى داخل خيام بميدان الشهداء، مطالبين بإقالة المحافظ، وبعد صدور قرار بتغيير المحافظين قرر المعتصمون فض الاعتصام، لحين إعلان الحركة، لكن جاء خبر الإبقاء عليه كالصاعقة. وقال أحمد درويش منسق حركة كفاية السابق، ومنظم اعتصام خيام ميدان الشهداء: «نحن لن نرضى بديلا عن إقالة محافظ أسوان، وسوف نقيم خيام الاعتصام من جديد فور عودته، إلى مكتبه، فالمجلس العسكرى بهذا القرار أكد لنا أنه يريد الاحتفاظ برجاله فى كل أنحاء الجمهورية». كما نظمت قوى سياسية وحركات شبابية بالغربية، وقفة احتجاجية أمس الأول، أمام ديوان عام المحافظة، احتجاجا على استبعاد اللواء محمد الفخرانى محافظ الغربية، وتعيين المستشار محمد عبدالقادر عبدالله خلفا له. وأكد المحتجون معارضتهم للقرار، باعتبار أن الفخرانى من أبناء المحافظة، ويعلم الكثير عن مشكلاتها، علاوة على صغر سنه، حيث يبلغ من العمر 55 عاما، مما يؤهله للحركة والنشاط، بعكس عبدالقادر الذى يبلغ من العمر 71 عاما، وأن عبد القادر من سكان حى الدقى، وهو من جيران الدكتور عصام شرف. على جانب آخر، عبر أهالى محافظه كفرالشيخ عن غضبهم، بعد قرار الإبقاء على اللواء أحمد زكى عابدين محافظا لكفرالشيخ، واعتبروه تحديا لرغبة الأهالى، خاصة بعد المظاهرات العديدة التى طالبت باستبعاده، باعتباره قياديا بالنظام السابق. وقال محمد الشهاوى المنسق العام لحركه شباب 6 ابريل بمحافظة كفرالشيخ، بأن الحركة أعلنت التحدى للقرار، من خلال الاعتصام والتظاهر المستمر، وإعلان العصيان المدنى، والدعوة إليه، حتى يتم استبعاد عابدين اكبر رموز النظام السابق بالمحافظة. وأضاف نبيل عابدين القيادى الوفدى، بأن بقاء عابدين اكبر ظلم للمحافظة، فهو رمز للنظام السابق، مشيرا إلى تنظيم مظاهرات حتى يرحل عابدين. وفى محافظة بنى سويف، فوجئ الأهالى، بقيام الدكتور ماهر الدمياطى محافظ بنى سويف، بقطع جولته الميدانية، وتوجهه إلى ديوان عام المحافظة، وقام بجمع أوراقه، مغادرا المحافظة، وبصحبته ادهم عزت احد معاونيه، وقال لسكرتارية مكتبة، بأنه سيسافر إلى مدينة الزقازيق لتناول الإفطار مع أسرته، وأنه سيعود للمحافظة مرة أخرى، وكان قد علم باستبعاده فى حركة المحافظين الجديدة، فى حين عبر الأهالى عن سعادتهم بتعيين مستشار بدلا من أساتذة الجامعة، وتناقل نشطاء الفيس بوك، أن المستشار ماهر بيبرس المحافظ الجديد، عضو بهيئة التحقيق فى قضية مرتضى منصور وموقعة الجمل، كما أنه تولى التحقيق مع عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة، ورجل الأعمال محمد إبراهيم كامل فى موقعة الجمل. على جانب آخر، وبعد ساعات قليلة من تعيين اللواء عادل لبيب محافظا لقنا، سادت حالة من الفرح بين المواطنين ، حيث تبادل المئات برقيات ورسائل التهنئة احتفالا بهذا القرار، كما قامت الأجهزة التنفيذية برفع حالة الطوارئ القصوى، وأزالت إشغالات الطرق بمجرد الإعلان عن عودة «لبيب» مرة أخرى، وقد شهدت المحافظة فى عهده نهضة تنموية وجمالية غير مسبوقة وضعت المحافظة على الخريطة العالمية. واتفق الشارع القناوى، على ترحيبهم بإعادة تعيين المحافظ، خاصة بعد موجة الاحتجاجات والاعتراضات التى شهدتها المحافظة فى أبريل الماضى، على خلفية تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظا لقنا، خلفا للمحافظ السابق اللواء مجدى أيوب. كما أعدت محافظة شمال سيناء، برنامجا لزيارة الدواوين ومشايخ القبائل والعائلات بمراكز ومدن وقرى وتجمعات المحافظة خلال شهر رمضان، حيث يلتقى اللواء عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء، بأبناء القبائل والعائلات داخل المقاعد والدواوين لبحث مشكلاتهم والوقوف على مطالبهم. وقال مصدر إن الزيارة ستبدأ بدواوين العائلات بمدينة العريش، على أن يتواصل برنامج الزيارات بباقى مراكز ومدن المحافظة، بكل من الشيخ زويد ورفح وبئر العبد ووسط سيناء على التوالى. وفى أسيوط، سادت حالة من الارتياح، بعد إقالة اللواء إبراهيم حماد، فى حين سادت حالة من الحزن والغضب الشديد بين العاملين بديوان عام المحافظة، والوحدات المحلية، واصفين حماد ب«الرجل المحترم»، حيث لم يقم بإيذاء أحد بالإقالة أو الخصم، وقام بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ سنوات. وفى السياق نفسه، سادت الفرحة بين فلول الحزب المنحل، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى والمحليات المنحلة، بعد قيام حماد باستبعادهم، منذ تعيينه، وعدم الاستجابة لمطالبهم. من ناحية أخرى، أثار بقاء الدكتور عادل زايد محافظا للقليوبية، ردود أفعال متباينة بين أهالى ومواطنى القليوبية، الذين انقسموا إلى فريقين مؤيد ومعارض لبقائه، حيث ساد شعور بالارتياح بين نسبة كبيرة من أبناء المحافظة لبقائه، مؤكدين أن بقاءه يدعم الاستقرار بالمحافظة، وسيساعد على تنمية الإقليم، فيما سادت حالة من الغضب والتذمر بين القوى والأحزاب والحركات السياسية بالمحافظة، التى كانت تنادى بتغيير المحافظ أكثر من مرة. من جانبه أكد المحافظ فى تصريحات صحفية، أنه سيعمل خلال المرحلة المقبلة عقب تجديد الثقة فيه، تحت شعار القليوبية أولا، وسيضع المواطن نصب عينه، مشيرا إلى أنه خاض معركة شرسة مع أصحاب النفوذ. كما شهدت محافظة سوهاج، حالة من الغضب، بعد التجديد للواء وضاح الحمزاوى فى منصب المحافظ، وخرجت مظاهرات طافت شوارع المحافظة، للمطالبة بإقالة المحافظ. وأضاف بعض المواطنين بأن المحافظ يواجه رفضا جماهيريا من الأهالى، نظرا لوعوده الكاذبة التى لم يتحقق منها شىء، وأن المحافظ فقد السيطرة على حالات التعدى على الأراضى الزراعية، وأن تجديد مجلس الوزراء له جاء مخيبا للآمال. وأكد محمد شحاتة المنسق العام لائتلاف شباب الثورة بسوهاج، أن ائتلافات شباب الثورة، لم تجتمع مع محافظ سوهاج، والجميع طالب برحيله. محافظة المنيا عاشت حالة من الغضب، احتجاجا على اختيار محافظ عسكرى جديد لها، مؤكدين أن سر تأخر المنيا، هو تعيين اللواءات، فهى محافظة فقدت كل معانى التنمية. كما اجتمع أمس ممثلو 18 مؤسسة حزبية ومدنية، من أبناء المحافظة، لوضع رؤيتهم وخطتهم حول كيفية التعامل مع قرار التعيين، وتراجع الدكتور عصام شرف عن تصريحاته، بأن الوزارة الجديدة ستخلو من العسكر، وقد تكون من أبناء المحافظات أنفسهم. وقال وليد حسين، ممثل حزب المصرى الاجتماعى الديمقراطى، إنه تم أمس عقد اجتماع لعدد من ممثلى الأحزاب، بالإضافة لعدد من ائتلافات الشباب، لمناقشة كيفية توصيل رفض الشارع المنياوى للمحافظ الجديد اللواء سراج الروبى، كونه من مؤسسة الداخلية التى يلفظها الشارع المنياوى. وأضاف وليد حسين أن هذا الاجتماع، والذى عقد بمقر الحزب المصرى الديمقراطى بوسط مدينة المنيا، واستمر قرابة 4 ساعات، ناقش احتكار مجموعة من الشباب التعامل مع محافظ المنيا، واختزال ثورة 25 يناير فى أنفسهم، وإفساد الحياة السياسية على المواطنين، وأن الجميع اتفق على المطالبة بمحافظ منياوى مدنى، ورفع هذه المطالب للدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، قبل أداء المحافظين الجدد اليمين الدستورية. وأكد مجدى محمد منصور، ناشط حقوقى، أن المنيا ترفض بكل شدة تعيين محافظ عسكرى، ممثلا لوزارة الداخلية، وأنها أيضا ترفض معظم ترشيحات المحافظين، مؤكدا أن الحركة خلت من الشباب، وأن أبناء المنيا يرفضون الاستمرار فى سياسة ما قبل الثورة، واعتبار المحافظة محافظة حدودية أو منطقة مشتعلة، وتحتاج إلى محافظ عسكرى ، فهذه التجربة دائما ما تأتى بنتائج عكسية. من ناحية أخرى، أعلنت القوى الوطنية بالدقهلية فى اجتماعها أمس الأول، بمقر الحزب العربى الناصرى بمدنية المنصورة، عن تنظيم اجتماع موسع الأحد القادم لبحث سبل استقبال اللواء صلاح المعداوى المحافظ الجديد. وقال محمود مجر أمين الحزب العربى بالدقهلية: «سوف ندعو جميع القوى الوطنية، ولجنة التنسيق بين الأحزاب، لبحث أمور تتعلق بالمحافظ الجديد، وإصدار بيان بالمطالب الخاصة بالمحافظة، مع تحديد لقاء مع المعداوى لكى لا يحاول فلول الوطنى الالتفاف حول المحافظ الجديد مثل ما حدث مع السابق». أعد هذا الملف حمادة بعزق وعلاء شبل ومحمد نصار وحازم الخولى وحمادة عاشور ومصطفى سنجر ويونس درويش وحسن صالح ومحمد عبده وماهر عبدالصبور ونعمان سمير