فى ليلة ثورية لم يعكر صفوها سوى «البلطجية والباعة الجائلين»، أمضى الآلاف ليلتهم، أمس الأول، فى ميدان التحرير، فى اعتصام أعقب مليونية «الثورة أولا»، والتى استقبلها الميدان، أمس الأول، وشهدت إقبالا كبيرا من مختلف القوى السياسية. وأغلق المعتصمون مداخل ومخارج الميدان، لتأمين اعتصامهم، والذى لم يسلم من مضايقات من سموهم «البلطجية»، ممن تم توقيف عدد كبير منهم بواسطة اللجان الشعبية المكلفة بحماية وتأمين الميدان «بعد ضبط عدد كبير منهم متلبسين بسرقة أغراض المعتصمين»، حسب عدد من شهود العيان. وعلى مدار الليلة الأولى للاعتصام، لم تنقطع هتافات المعتصمين المطالبة بالقصاص من قتلة الثوار، وسرعة محاكمة رموز النظام السابق، والتى تخللها من وقت لآخر عدد من الأغنيات الوطنية، قبل أن تتوقف الهتافات والأغانى وتستبدل بتواشيح الفجر، ويؤدى المعتصمون بعدها الصلاة عبر مكبرات الصوت الملحقة بالمنصات الرئيسية فى الميدان. وكان من الملاحظ، خلو الميدان من شباب الإخوان المسلمين، عقب صلاة الجمعة، والذين لم يشاركوا فى ليلة الاعتصام الأولى، وكانت منصة الجماعة، أولى المنصات التى تم تفكيكها، وبحسب شباب منتمين للجماعة: «تلقينا تعليمات من قيادات فى الإخوان بمغادرة الميدان عقب صلاة العشاء، بعد أن تنتهى مليونية الثورة أولا». وشهد الميدان «العديد من حالات السرقة»، إلا أن اللجان المكلفة بتأمين الميدان تمكنت من توقيف عدد من الأطفال، «تردد أن تشكيلا عصابيا يضمهم، استهدف أغراض المعتصمين ومتعلقاتهم». وشهد الميدان كذلك بعض الاحتكاكات بين لجان التأمين وبعض الشباب الراغبين فى الانضمام للاعتصام، ولا يحملون بطاقاتهم الشخصية، حيث منعتهم اللجان من الدخول. وقال محمد حسن، أحد الشباب المتطوعين على مدخل طلعت حرب: «منعنا 3 من قيادات وزارة الداخلية من قطاع مصلحة السجون والمباحث والأمن الوطنى، من الدخول، كما تصدينا لبعض البلطجية وحاملى الأسلحة البيضاء ومنعناهم من الوصول إلى المعتصمين». وفى الواحدة والنصف صباحا انطلقت مسيرة من الميدان باتجاه ماسبيرو بعدما طلبت المنصة الرئيسية من المعتصمين الذهاب إلى ناحية المتحف المصرى لحمايته بسبب وجود بعض البلطجية فى محيط ميدان عبدالمنعم رياض، وعندما وصل المعتصمون إلى أمام ماسبيرو، قطع بعضهم الأسلاك الشائكة المحيطة بمبنى الإذاعة والتليفزيون، لينقسم المشاركون فى المسيرة إلى مؤيد للبقاء أمام التليفزيون، وراغب للعودة إلى الميدان، وهو الرأى الذى استقر عليه الفريقان فى النهاية. وتطوع ما يقرب من 100 شاب وفتاة من المعتصمين لتنظيف الميدان منذ الساعة الثانية صباحا وحتى الرابعة فجرا.