وقعت اشتباكات عنيفة الليلة الماضية بين الباعة الجائلين والمعتصمين بميدان التحرير لخلافات بينهم حول الخيام المنصوبة والمقاعد الموجودة بحديقة الميدان مما أسفر عن إصابة 9 من الباعة الجائلين تم نقلهم لمستشفي المنيرة العامة و21 من حركة 6 أبريل تم علاجهم ميدانياً بالخيم الموجودين بها وعربات الاسعاف. أفاد شهود عيان بميدان التحرير بسماعهم دوي إطلاق نار جراء تلك الاشتباكات. فيما ظل الميدان خاليا تماما من أي تواجد شرطي أو لرجال القوات المسلحة. أوضح شهود العيان أن المشاجرة نشبت عندما قام عدد من الباعة الجائلين بالتعدي علي المعتصمين لإجبارهم علي التخلي عن منطقة وسط الميدان. ورغم انتقال المعتصمين إلي المنطقة المواجهة لمبني مجمع التحرير استمرت هجمات الباعة الجائلين لطردهم من الميدان. في ظل غياب التواجد الأمني. وقال شهود العيان إن المعتصمين قاموا بتنظيم أنفسهم وشنوا هجوما مضادا علي الباعة الجائلين. وقاموا بتفريقهم والقبض علي العديد منهم وتسليمهم إلي سيارات الاسعاف التي هرعت للمكان لعلاج المصابين والتي بلغ عددها 7 سيارات تابعة لاسعاف القاهرة. وقدرفض عدد من الباعة تمكين سيارة الإسعاف رقم "951 م 5 د" قيادة السائق هاني من نقل بعض المصابين إلي المستشفي لتلقي العلاج. خشية أن يتم تسليم الباعة إلي الشرطة المدنية أو العسكرية. ..وبعد مفاوضات دامت لأكثر من نصف ساعة. سمح المعتصمون بمرور سيارة الإسعاف رقم 951 م ه د التي احتجزوا بداخلها أحد البلطجية الذي عاد لشن هجوم مضاد. ولكن المعتصمين نجحوا في القبض عليه بعد إصابته في أجزاء متفرقة من جسده.. ورافق السيارة عدد من المعتصمين ليتأكدوا من تسليم المتهم لأقرب وحدة عسكرية. رافضين تسليمه للشرطة المدنية أو العسكرية.. ولم تتم السيطرة حتي الآن علي الأحداث في ميدان التحرير الذي توقفت فيه حركة مرور السيارات وانتشرت بقايا حرق البطاطين والخيام التابعة للمعتصمين والتي قام الباعة الجائلون بحرقها لإجبار المعتصمين علي مغادرة الميدان وإنهاء الاعتصام. وقد نجحت اللجان الشعبية التي شكلها المعتصمون في ميدان التحرير في إعادة حركة المرور جزئيا للميدان رغم استمرار حالة الفوضي والانتشار العشوائي للمتظاهرين في أجزاء متفرقة من الطرق الفرعية. وبدأت حركة المرور في العودة تدريجياً لطبيعتها التي كانت قد شهدت انسيابا كبيراً قبل وقوع الأحداث رغم خلو الميدان من عناصر الشرطة والجيش منذ أحداث الثلاثاء الماضي فيما تجمهر مئات المواطنين إثر شائعات حول الاعتداء علي المعتصمين. ورغم حالة الهدوء النسبي إلا أن الاحتقان يسود الميدان بشكل يخشي معه المراقبون أن تتطور الأحداث لما هو أسوأ في ظل غياب كامل للأمن ومخاوف من رد فعل عنيف للبلطجية ومثيري الشغب من أنصار الباعة الجائلين. وصرح الدكتور محمد شوقي مدير مستشفي المنيرة العام بأن المستشفي استقبل 9 مصابين جراء الاشتباكات واحداث الشغب التي وقعت بميدان التحرير. وقال الدكتور شوقي إن الاصابات كانت ما بين كدمات وجروح بسيطة وغائرة وقامت فرق الاطباء بالمستشفي بعمل الاسعافات اللازمة فور دخول المصابين وعمل الفحوصات والتحاليل والاشعات اللازمة لهم.