بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، الليلة الماضية، مع أعضاء المنتدى الوزاري الثماني، الذي يرأسه المساعي الأمريكية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن المداولات جرت تمهيدا للقاء ممثلي أعضاء اللجنة الرباعية الدولية المقرر الأسبوع المقبل في واشنطن. وقالت الإذاعة إن المبعوثين الأمريكيين، دينيس روس وديفيد هيل، اللذين زارا إسرائيل مؤخرا، أخفقا في وضع صيغة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ يصر الفلسطينيون على المطالبة بانطلاق المفاوضات على قاعدة حدود 4 يونيو عام 1967، فيما تتمسك إسرائيل بموقفها القاضي بالتفاوض دون شروط. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه إسرائيل والولايات المتحدة إلى التوصل إلى مسار متفق عليه لتجديد المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، بحيث يمكن عرضه على الاتحاد الأوروبي بشكل يسمح له بمعارضة مسع السلطة الفلسطينية تجاه اعتراف الجمعية العام للأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر القادم بدولة فلسطينية على حدود عام 1967. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، في هذا السياق، إن المحاولات الإسرائيلية الأمريكية لجسر الهوة بين بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما تصطدم بمصاعب شديدة، في ظل معارضة نيتانياهو القاطعة للصيغة التي عرضها أوباما بشأن اعتبار حدود عام 1967 أساسا للمفاوضات مع تبادل أراض، كان مسؤول إسرائيلي مقرب من نتنياهو قد قال أمس: إن نيتانياهو يعارض معادلة (حدود عام 1967 وتبادل أراض)، ويعتبر الحديث عن تبادل أراضي "نكتة". وأضاف، أن نيتانياهو لا يعارض صيغة حدود عام 1967 كأساس للمفاوضات، فحسب، وإنما يعارض الصيغة بمجملها، يوجد لدى نيتانياهو مشكلة مزدوجة، فهو يواجه قيودا ذاتية وقيودا سياسية، ويتحرك نيتانياهو انطلاقا من رؤيته التي لم تتغير، وبموجبها فإن صيغة حدود عام 1967 وتبادل أراض بنسبة (1 إلى 1) غير مقبولة لديه". وتابع، "أن معادلة تبادل أراض هي نكتة، لا يوجد لإسرائيل أراض لتقدمها للسلطة الفلسطينية بموجب هذه الصيغة، وهي تتعارض مع موقف رئيس الحكومة بنيامين نيتانياهو الذي لا يعارض صياغة أوباما، فحسب، وإنما الفكرة في مجملها". وقال المسؤول المقرب من نيتانياهو: إنه يوجد عدم تفاهم وعدم اتفاق بشأن الكتل الاستيطانية أيضا، وأن نيتانياهو يتعامل مع الكتل الاستيطانية بطريقة تختلف عن الأمريكيين، مشيرا إلى أن نيتانياهو يبحث عن معادلة تتيح لإسرائيل الاحتفاظ بأكبر عدد من المستوطنات خلف الخط الأخضر. وأضاف، "ليس عبثا يستخدم نيتانياهو مصطلح (الكتل الاستيطانية الكبيرة كمناطق ذات أهمية قومية إستراتيجية)، فهو يعارض فكرة الانسحاب من باقي الأراضي، ويبحث عن صيغة تبقي مستوطنات أكثر تحت السيادة الإسرائيلية".