«خلاص، مش هنعمل معارض تانى». بنبرة حازمة وبعد نظرة خاطفة على أعماله التى غطت جدران قاعة الفنون الرئيسية بدار الأوبرا، تحدث الفنان خالد أمير عن معرضه المنفرد السابع والأخير كما قال. «ده أكبر معرض لوحات لحد دلوقتى فى مصر»، فى رأى خالد، فقد ضم معرض «سحر الماضى 2» 150 لوحة كلها من أعماله. وبالقلم الرصاص B3 رسم خالد لوحاته بلا ألوان، «150 لوحة أخدوا منى 6 سنين شغل». لم يدرس خالد بالفنون الجميلة كأى رسام محترف، بل إنه انقطع عن الرسم كهواية منذ صغره، وانشغل بعمله كرجل أعمال، وبعد أن أصبح أبا لثلاثة أطفال، فجأة قرر أن يمسك قلمه الرصاص القديم بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات. «مسكت القلم الرصاص اللى اتعزلت عنه سنين، وفضلت ارسم لحد ما طلع كل الشغل ده». استخدامه للرصاص فقط فى جميع أعماله يعيد الذاكرة لمشاهد القرون الوسطى والتاريخ السحيق بطريقة خيالية. إذن كان من الغريب أن تجد وسط هذه النوعية من اللوح لوحة تعبر عن مشهد فيه حشد كبير من الناس، وحولهم دروع الشرطة المكتوب عليها أمن مركزى وعلم مصر الوحيد الملون فى اللوحة، مرسوم عليه شعار الهلال والصليب، تجمع أمامها معظم الزائرين. يقول خالد عن لوحته ثورة: «اللوحة دى رسمتها من 2007، وده مش غريب إنى أرسم لوحة أحداثها حصلت بعديها بأربع سنين». يتوقف الزائرون داخل المعرض أمام ورقة كتب فيها أن كل إيرادات المعرض ستخصص لأهالى شهداء الثورة ومشروع زويل للتنمية. «أقل حاجة الواحد ممكن يقدمها لأهالى الشهدا، ومشروع زويل عجبنى جدا، ما هى البلد دى يا العلم فيها يقوم يا نقول عليها السلام». لا دعاية لمعرضه المنفرد والأخير سوى على موقعه الرسمى. «كان نفسى يبقى عندى حساب على الفيس بوك، اسمع أن كل الأخبار بتتنقل عليه بسرعة، بس أنا مفيش بينى وبين التكنولوجيا عمار أبدا، حتى الموقع اللى عملته لازم يكون قاعد معايا حد عشان أعرف ادخل عليه». بضحكات عالية سخر خالد من علاقته بصفحات الفيس البوك والإنترنت بشكل عام. وينوى خالد أن يكون سحر الماضي 2 هو آخر معرض منفرد له. «المعارض المنفردة أخدت منى وقت وجهد طويل أوى، بفكر أنزل معارض جماعية بعد كده»