علوم الأرض والفضاء فى منهج للتعليم قبل الجامعى، فكرة ثورية لمصر، عرضت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» تمويلها، وتنتظر الرد المصرى. المنهج وضعه منذ ثلاثة أعوام فريق بحثى من شعبة تطوير المناهج بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية بالتعاون مع الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، ليطبق على المستوى الاقليمى العربى، بشرط موافقة وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى فى مصر. عايدة أبوغريب الأستاذة بالمركز ورئيسة الفريق البحثى توضح أن البرنامج التدريسى معد للمرحلة الثانوية، وطبق البرنامج بالفعل على طلاب من مدرسة طبرى روكسى بالقاهرة خلال العام الدراسى قبل الماضى، وخلال العام الدراسى الماضى أعد المركز برنامجا بحثيا لتضمين مناهج المرحلة الثانوية تطبيقات لتكنولوجيا علوم الفضاء والانشطة المصاحبة للمنهج وأساليب التقويم أيضا، استنادا إلى تجربة الطبرى، استعدادا لإمكانية إدراج هذا البرنامج ضمن تطوير مناهج المرحلة الثانوية التى يتم الاعداد لها الآن، على غرار البرامج المطبقة فى مدارس الدول الاوروبية واليابان وبعض الدول العربية وغيرها. قبل تدريس البرنامج، خضع المعلمون للتدريب، فشارك معلمون للغة العربية والرياضيات والجغرافيا واللغة الانجليزية والعلوم والتاريخ والفلسفة بالمدرسة فى التدرب على طريقة تدريس البرنامج العلمى لعلوم الارض والفضاء. وأخذت فكرة المادة العلمية من خلال دراسة تجربة وكالة الفضاء الامريكية ناسا، والبرامج الاوروبية واليابانية وبرامج دول شمال افريقيا وفلسطين فى تدريس علوم الارض والفضاء، حيث تقتصر بعض الدول على تدريس هذه المادة للطلاب من خلال انشطة فقط تعتمد على قراءة صور الاقمار الصناعية والتى تختلف عن الخرائط التى اعتاد الطلاب رؤيتها، فخريطة القمر الصناعى لها أبعاد علمية ووظيفية كبيرة بالمقارنة بالخريطة العادية، فهى تظهر ما تحت السطح، فيمكن من خلال صورة قمرية لمصر معرفة الارض التى كانت زراعية ونالها الامتداد العمرانى، وعلى هذا الاساس تم تقدير ما فقدته مصر من الاراضى الزراعية بنحو مليون فدان، ويمكن ان تكشف أيضا صور متعددة لمنطقة المعادى بالقاهرة ما حدث من نمو عمرانى عشوائى بالمنطقة. وخلال لقاء نظمه المجلس القومى للبحوث التربوية والتنمية قبل أيام، دعا محمد غيث أستاذ علوم الأرض بجامعة بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية إلى تدريس منهج علمى فى علوم الارض والفضاء لطلاب التعليم قبل الجامعى، تطبيقا لمعايير الهيئة القومية لضمان جودة التعليم بمصر فى تدريس مادة العلوم، على أن يطبق بشكل تدريجى فى مدارس عدد من المحافظات، تمهيدا لتعميمه بعد ذلك. الدكتورة عايدة حصلت على موافقة هانى هلال وزير التعليم العالى وقتها، ثم انتظرت موافقة أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم السابق الذى طلب منها تفاصيل اكثر عن الموضوع، ثم ترك الوزارة قبل الموافقة النهائية، ومنذ 5 أشهر مازالت تدور فى أروقة وزارة الدكتور أحمد جمال الدين موسى دون جدوى.