تواصلت أزمة شح الأسمدة الزراعية وارتفاع أسعارها فى المحافظات من 80 جنيها إلى 160 جنيها فى بعض الأحيان، فيما نظم مزارعون بأكثر من محافظة احتجاجات ضد سياسات وزارة الزراعة التى قالوا إنها السبب فى الأزمة. وفى المنيا نظم أمس أكثر من 500 مزارع وقفة احتجاجية أمام بنك التنمية والائتمان الزراعى احتجاجا على نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها فى السوق السوداء من 80 جنيها إلى 140 جنيها. أكد المحتجون أن قرار وزير الزراعة الخاص بإلغاء دور بنك التنمية والائتمان الزراعى فى توزيع الأسمدة وإسناد هذه المهمة للجمعيات التعاونية الزراعية أضر بمصلحة المزارعين خاصة وأن الجمعيات التعاونية لا توجد لديها الإمكانيات الفنية لتوزيع الأسمدة بشكل عادل. واعتبر أحد المحتجين، ويدعى سيد على حسن، أن هذا القرار يعبر عن عدم إدراك وزارة الزراعة للمشاكل التى يواجهها المزارع فى الصعيد وبخاصة فى محافظة المنيا التى يزيد فيها الطلب على الأسمدة فى تلك الفترة. وهدد المزارعون بالاعتصام داخل أراضيهم فى حالة عدم حل الأزمة، مشيرين إلى أنهم تقدموا بعدة بلاغات لمديرية الزراعة عن «السوق السوداء فى تجارة الأسمدة التى تدار بمعرفة مسئولى الزراعة وبعض مسئولى الجمعيات التعاونية»، على حد قولهم. وأشاروا إلى أن ذلك أدى إلى ارتفاع سعر شيكارة اليوريا، عبوة 50 كيلو، من 80 جنيها إلى 140 جنيها، وهو ما يعنى زيادتها للضعف إضافة إلى ما يواجهه الفلاح من ارتفاع تكاليف النقل بسبب أزمة السولار وهو ما يهدد الزراعة والمزارعين بالمنيا. من جانبه أكد وكيل وزارة الزراعة الدكتور حسن الفولى أنه كلف المهندس عصام عبد المحسن، مدير عام إدارة التعاون الزراعى بتسيير لجان للتفتيش على الجمعيات التعاونية ومتابعة توزيع الأسمدة بشكل عادل على المزارعين طبقا للحيازة الموجودة لديهم، وإحالة المخالف للتحقيق الفورى. وشهدت محافظة كفر الشيخ أمس تظاهر أكثر من ألفى مزارع وفلاح أمام إدارة الإصلاح الزراعى بالحامول بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية المر الذى ترافق مع عدم وجود مياه لرى الأرض. وقال حامد الزغبى أحد فلاحى قرية معزورة التابعة لمركز الحامول، وصل سعر شيكارة الكيماوى اليوريا 160 جنيها بدلا من 80 جنيها والنترات سعرها 150 جنيها بدلا من 75 جنيها والسوبر وصل سعرها 60 جنيها بدلا من 39 جنيها. وطالب الفلاحون نقابة الفلاحين ووزارة الزراعة بضرورة الوقوف خلف الفلاح ودعمه وتخفيض أسعار الأسمدة، وإقالة وزير الزراعة ومسئولى الإصلاح الزراعى وتوفير مياه الرى التى انقطعت منذ ثلاثة أسابيع وهو ما أدى الى موت محصول الأرز والقطن والذرة، وردد المتظاهرون أغنيه الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا. وقال أحد المتظاهرين، ويدعى حسن أبوالفتوح، إن أكثر من 20 ألف فدان قد تصحرت بسبب عدم وجود مياه للرى وأشار إلى أن الفلاحين والمزارعين ربما يقتلون بعضهم البعض خلال الأيام القليلة الماضية من أجل الحصول على نقطة مياه لرى الأراضى الزراعية. وفى القليوبية تضاربت تصريحات المسئولين عن أزمة الأسمدة هناك. ففيما نفى مدير عام التعاون الزراعى بمديرية الزراعة، المهندس عادل مصلح، وجود أزمة من هذا النوع بالمحافظة قال وكيل وزارة الزراعة المهندس محمد رضا إن أزمة الأسمدة بالمحافظة ستنتهى خلال أيام قليلة لن تتعدى أسبوعا. وقال مدير عام التعاون الزراعى «لا توجد مشاكل فى حصص الأسمدة المربوطة للمحافظة والتى تصل إلى 5 آلاف طن شهريا بالإضافة إلى الحصص الاحتياطية التى تقوم المحافظة بتوفيرها شهريا لسد أى عجز». وأرجع مصلح «الأزمة» إلى الفلاحين، قائلا «إنهم يطلبون أكثر من حقهم والأسمدة توزع وفقا للتركيب المحصولى والمساحة المزروعة ووفقا لضوابط توزيع الأسمدة». إلا أن وكيل وزارة الزراعة محمد رضا الذى اعترف بوجود الأزمة، أرجعها إلى عدة أسباب من بينها الإقبال على زراعة محصول الذرة الذى بلغت مساحة الأراضى المزروعة به هذا العام بالمحافظة ألف فدان، وتفضيل المزارعين لسماد النترات على سماد اليوريا فى الوقت الذى تمثل فيه الكميات التى ترد من النترات نسبة 3:1 والفلاحين يفضلون سماد النترات بشكل كبير. وقال إنه يتم توزيع الأسمدة بعدالة مطلقة وفقا للمساحات المزروعة والتركيب المحصولى وأولوية المحاصيل الحقلية على الفواكه، مشيرا إلى أن أرصدة المحافظة من أسمدة النترات بلغت 1173 طنا، ومن اليوريا 2700 طن ومن نترات السلفات 189طنا، والرصيد الموجود حاليا يصل الى 4500 طن موزع على جميع الجمعيات الزراعية، على حد قوله. أعد هذا الملف ماهر عبد الصبور ومحمد نصار وحسن صالح