قال وزير الدفاع الهندي، إيه كيه أنتوني، اليوم الأربعاء، إن أمن الترسانة النووية الباكستانية أمر يدعو إلى القلق بالنسبة للمجتمع الدولي، وذلك بعد يومين من مهاجمة إرهابيين قاعدة بحرية تخضع لحراسة مشددة في مدينة كراتشي الساحلية. وذكر أنتوني للصحفيين، على هامش مؤتمر في نيودلهي لدى سؤاله عن مخاوف الهند بعد الهجوم على كراتشي، "بالطبع، إنه مصدر قلق ليس لنا فحسب ولكن للجميع". وتابع، "التطورات في باكستان وخاصة في كراتشي، هي مصدر قلق كبير بالنسبة لنا، نحن نراقب (الوضع) عن كثب ونتخذ إجراءات احتياطية، ولكن في نفس الوقت، لا نريد المبالغة في الأمر". وردا على سؤال عما إذا كانت الهند قد شددت التدابير الأمنية في أعقاب الأحداث الأخيرة في باكستان، بما في ذلك مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قال أنتوني: "إنه ليس أمرا جديدا، نعرف أنه يوجد تهديد دائم لأمننا"، وأضاف أنتوني، "ولذلك تعمل قواتنا الأمنية على مدار الساعة وتلتزم الحذر، إنهم يراقبون الوضع عن كثب". ومن المتوقع، أن يهيمن الوضع في باكستان إضافة إلى المحاكمة المستمرة لرجل أعمال مقيم في شيكاغو ومتهم بالتورط في الهجوم الإرهابي في مومباي عام 2008 على اجتماع بين وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، جانيت نابوليتانو، ووزير الداخلية الهندي، بى شيدمبرام، في نيودلهي بعد غد الجمعة. وأقر ديفيد هيدلي (50 عاما)، وهو أمريكي من أصل باكستاني العام الماضي، بأنه مذنب بالاشتراك في التآمر لشن هجمات مومباي التي نفذها 10 متشددين من جماعة عسكر طيبة، وهي جماعة متشددة معادية للهند، وأكد أنه توجد صلات بين جماعة العسكر الطيبة المسلحة ومقرها باكستان ووكالة الاستخبارات الباكستانية. ويمثل هيدلي شاهد إثبات في محاكمة تجري في شيكاجو لرجل أعمال طهور رانا (50 عاما)، الذي كان صديق طفولته، والمتهم باستخدام شركة خدمات الهجرة التي يديرها لتوفير غطاء لنشاط هيدلي الاستطلاعي، وكي تكون وسيلة للاتصال مع المتشددين. وقال متحدث باسم حزب المؤتمر، الذي يقود الائتلاف الحاكم في الهند: إن الحكومة الهندية ستتابع مزاعم هيدلي في المحكمة، وأضاف جايانثي ناتاراجان، في مؤتمر صحفي، "بمجرد توافر التفاصيل الكاملة لما كشف عنه هيدلي لدى الحكومة، أنا متأكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات لمقاضاة المتورطين في هجوم مومباي". فيما استهجنت المخابرات الباكستانية، اليوم الأربعاء، الإفادة التي أدلى بها هيدلي، الذي قال: إنه استطلع أهدافا لهجمات مومباي عام 2008 التي نفذها متشددون باكستانيون بمساعدة مسؤول واحد على الأقل في المخابرات الباكستانية، وترى المخابرات الباكستانية أن المحاكمة محاولة لجعل المخابرات الباكستانية كبش فداء. وتزعم 3 دعاوى قضائية اتحادية مقامة في بروكلين ونيويورك من أسر ضحايا هجمات مومباي أن اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا، المدير العام للمخابرات الباكستانية، وضباط عمليات آخرين في الجهاز اشتركوا مع جماعة عسكر طيبة في التخطيط والتنسيق للهجمات. واستدعت المحكمة باشا للمثول أمامها، وقالت الحكومة الباكستانية، إنها ستطعن في الدعوى. وتأتي محاكمة رانا في وقت يتزايد فيه الاستياء في الولاياتالمتحدة حول مدى التزام باكستان بالحرب على الإرهاب، بعد أن قتلت قوة أمريكية بن لادن في مجمع كان يقيم فيه قرب إسلام آباد. ولقي 166 شخصا على الأقل حتفهم، بينهم عدد من الأجانب في الهجوم الذي استمر 3 أيام، ونفذته مجموعة مؤلفة من 10 مسلحين في مومباي في 2008.