توقعت مصادر سياسية فى القاهرةوواشنطن أن موعد زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمصر فى الرابع من يونيو المقبل «مازال قائما» فى الوقت الذى تتواصل فيه المشاورات بصورة يومية لمتابعة الأمر فى ضوء حالة الحزن الشديد التى أصابت الرئيس حسنى مبارك إثر وفاة أكبر أحفاده بصورة مفاجئة ومفجعة الأسبوع الماضى. وكانت حالة الحداد قد أدت إلى إلغاء زيارة الرئيس مبارك لواشنطن التى كان مقررا أن تبدأ الأحد. وقالت المصادر إن هناك تفهما أمريكيا لاحتياج الرئيس مبارك الإنسان لبعض الوقت لاستعادة التوازن، وقال مصدر مصرى فى واشنطن إن الأمر طبيعى جدا ولا شىء يدعو للقلق، غير أن المصدر أضاف أن واشنطن طلبت من السفارة المصرية فى واشنطن أن تخبرها مبكرا فى حال وجود رغبة مصرية للتأجيل لبضعة أيام، ولم تستبعد المصادر أن يبدأ أوباما رحلته بزيارتيه المقررتين لكل من فرنسا وألمانيا على أن يأتى لمصر لاحقا بدلا من أن يبدأ زيارته فى مصر ليذهب بعد ذلك إلى أوروبا. من ناحية أخرى، قالت مصادر مصرية إن القاهرة اعتذرت لعدد من المسئولين الأوروبيين والعرب الذين كانوا يعتزمون زيارتها خلال الأيام القليلة الماضية والمقبلة لاحتياج الرئيس للراحة مثل أى إنسان فى هذه الظروف. ولم تتوقع المصادر أن تستمر حالة الحداد لفترة تتجاوز الأسبوعين ولكنها لم تحدد أول موعد مرتقب للظهور العلنى للرئيس وإن كانت قد توقعت أن يسبق زيارة أوباما للقاهرة ببعض اللقاءات مع المسئولين المصريين، وقال مصدر، رفض الإفصاح عن هويته، إن الرئيس لا يقابل أحدا الآن سوى أفراد أسرته فقط، كما أنه يعتذر عن تلقى أى زيارات لتقديم العزاء. فى سياق آخر، قالت مصادر مطلعة إن تأجيل زيارة مبارك لواشنطن أدت إلى تأجيل الحوار حول آليات عودة المساعدات الأمريكية إلى مصر لطبيعتها. وقال مصدر مسئول فى الحكومة إنه من غير اللائق بحث هذه المعونات خلال زيارة باراك أوباما إلى مصر.. وأوضح المصدر أن الاجتماع الذى عقده د. أحمد نظيف رئيس الوزراء مع وزيرى الخارجية والتعاون الدولى الأسبوع الماضى كان بهدف توحيد ملفات جميع الوزارات المتعاملة فى المعونة أو حتى المتفاوضة عليها.. وقال المصدر إن هذا الاتجاه جاء بعد الإشارات والتلميحات الإيجابية التى وجدها رئيس الوزراء خلال اجتماعه مع عدد من المسئولين فى الإدارة الأمريكية خلال مؤتمر البحر الميت الأسبوع الماضى، حيث فوجئ رئيس الوزراء خلال لقائه السريع مع جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى بقوله: إن الإدارة الأمريكية تنظر للمنطقة الشرق الأوسط من منظور مختلف تماما.. وانسوا السنوات الثمانى السابقة». وكشف المصدر عن أن مصر أكدت خلال لقاء رئيس الوزراء ومستشارة الرئيس الأمريكى أنه لابد من إعادة النظر فى التعامل مع سياسة الإنفاق بالنسبة لتلك المعونة. فليس من المعقول أن يتم تمويل محطة صرف صحى فى محافظة ومشروعات مثل الخدمات الاجتماعية فى محافظات أخرى، ولكن مصر وصلت إلى درجة من التطور لكى تطور استخدامات المعونة فى تنمية مجالات مثل الموارد البشرية والتزود بالوسائل التكنولوجية وخلافه، وأشار إلى أن مصر ترى أنه لابد من وجود أولويات لمشروعات تنموية. من جانب آخر علمت «الشروق» أن مصر أبلغت المسئولين فى الإدارة الأمريكية أن ضرر خفض المعونات يفوق بكثير حجم الاستفادة منها، وبالتالى لابد من وضع سياسة محددة لتحقيق أقصى استفادة. وفى تقدير جون كيرى كما قال المسئول الحكومى أن اللوبى اليهودى كان فى أوقات سابقة أقرب إلى الإدارة الأمريكية ويتبنى وجهة النظر الإسرائيلية وبالتالى لابد من استغلال هذه الفترة والانفراجة.