تخطت مجموعات ال«فيس بوك» التى دشنت خصيصا لتلقى العزاء فى وفاة محمد علاء مبارك حفيد الرئيس حسنى مبارك نحو 50 مجموعة، ووصلت برقيات العزاء داخل المواقع الإلكترونية الإخبارية إلى الآلاف، إضافة لعشرات الآلاف من المشاهدات داخل مواقع تبادل الفيديو على الإنترنت، بحسب ما رصدته «الشروق». وهو ما اعتبره د. محمد المهدى الخبير الاجتماعى وأستاذ طب النفس «مشاعر عفوية تعكس العمق الحضارى والإنسانى للمصريين فى التفرقة بين الخلافات السياسية والعلاقات الإنسانية»، مشيرا إلى أنها «قد تكون فرصة مواتية لإعادة الثقة بين أولى الأمر والمواطن». فعبر موقع «يوتيوب» لتبادل مقاطع الفيديو، قام نشطاء على الإنترنت بتحميل مقاطع فيديو تظهر تشييع الجنازة فى مسجد آل رشدان، وأخرى تحمل إعادة بث لمقاطع فى بعض برامج الفضائيات التى تعرض لوفاة محمد علاء مبارك. فشاهد مقطع فيديو بعنوان «تشييع جنازة حفيد مبارك» نحو 60 ألف شخص فى أقل من 24 ساعة من نشره على الموقع، وحمل الجزء الثانى من المقطع مشاهدة 40 ألف شخص، وجاء فى فيديو آخر بعنوان «مرض ووفاة حفيد الرئيس مبارك» ما بثه برنامج القاهرة اليوم. كما حملت هذه المقاطع تعليقات عديدة تحمل عبارات المواساة فجاء فى إحداها «إنا لله وإنا اليه راجعون، اللهم اغفر له وأسكنه فسيح جناتك يا أرحم الراحمين، نرجو عدم التهكم إنها حالة وفاة يا إخوانى». وإلى «موقع فيس بوك»، حيث دشنت أكثر من 50 مجموعة فى أقل من 24 ساعة، جاءت غالبيتها عبارة عن سجلات لتلقى العزاء فى حفيد مبارك. وجاء فى جديد هذه المواقع، دعوات لصيام يوم الخميس وقراءة الفاتحة، والدعاء للمتوفى بالرحمة ولأهله بالصبر. ومن أبرز الصفحات التى دشنت « علاء.. نسألكم الفاتحة والدعاء»، ووداعا محمد علاء» و«محمد علاء مبارك.. القلب يدمع»، البقاء لله ياريس إنا لله وإنا إليه راجعون وانضم لها 1000 شخص. ولم يكتف النشطاء على الإنترنت بذلك، بل أعد بعضهم ملصقات تحمل صورا للفقيد الصغير ونشرها بين المجموعات، بل ووضعها على البروفايل الخاص بهم. كما نظم نشطاء آخرين أبياتا من الشعر فى رثاء محمد، فقال عبداللطيف محمد من الشرقية فى قصيدته التى حملت عنوان «محمد علاء مبارك»: محمد أيها الملاك الجميل رأيت دمع السماء يسيل.. يا محمد يا أمير العصافير يا أيها الياقوت النبيل.. يا أقحوان جنات الجليل». وفى مظهر آخر من مظاهر توحد المصريين والعرب مع حالة الحزن لفراق الحفيد محمد، بلغ حجم التعليقات فى المواقع الإخبارية العربية آلافا فى شكل برقيات عزاء فى أغلبها. ففى موقع العربية. نت الإلكترونى بلغت التعليقات على خبر بعنوان «علاء يودع نجله لمثواه الأخير بغياب الرئيس المصرى» نحو 1800 برقية عزاء لحفيد مبارك، إضافة لأعداد قليلة نسبيا حملتها تعليقات موقع مصراوى الإخبارى. محمد المهدى أستاذ الطب النفسى والخبير الاجتماعى أرجع حالة توحد المصريين مع وفاة حفيد مبارك إلى أنها حالة «عفوية جدا وطبيعية تعكس العمق الإنسانى الذى يجمع المصريين والروح الحضارية العميقة للشعب فى التفرقة بين الخلافات السياسية والعلاقات الإنسانية». وقال: «فى ساعات الشدة يتم تجاوز تفاصيل الخلافات وينسى الشعب خلافاته مع الرئيس ويتوحد معه كأب وجد فى حزنه المزدوج على الحفيد والأب». وأردف قائلا: على الرغم من انتقادنا أحيانا لسلبيات المواطن المصرى، فإنه وقت الشدائد يظهر جوهر إنسانى عميق وعظيم» ودلل بأن معدل الجرائم انعدم فى مصر لمدة 48 ساعة فى زلزال عام 1992، بعكس ما حدث فى الولاياتالمتحدة، بعد إعصار كاترينا، حيث شهدت المدينة حوادث سرقة ونهب». وتمنى الخبير الاجتماعى أن يدرك أولو الأمر فى البلاد معدن الشعب المصرى، وأن ينظروا للناس على أنهم أهلهم ودرعهم وقت اللزوم، وعدم النظر للشعب بتوجس وخشية وخوف وبأنه شعب لا يحكم إلا بالعصا». وقال: «ربما تكون وفاة محمد علاء مبارك فرصة جيدة لتقليل الهوة بين أولى الأمر والناس، وإعادة للثقة بين الطرفين، لأن ذلك سيغير أمورا عديدة فى البلاد».