تخيل معى.. أن تكون فتاة أحلامك التى تسهر ليلا وأنت تحلم بابتسامتها وضحكاتها وعينيها ورموشها وأشياء أخرى متزوجة..! بئس هذا المصير. تخيل معى.. نور اللبنانية تزوجت، ونانسى عجرم أنجبت، وهيفاء فى شهر عسلها ومن قبلهن فعلتها منى زكى وياسمين عبد العزيز وهند صبرى. تخيل معى هذه الفتاة التى يقع فى غرامها جانات السينما هى نفسها السيدة التى وبخت بالأمس بسبب «طبيخها الشايت»، وأغانى الحب الملتهبة تؤديها مطربة أفرغت من يديها للتو «بودرة تلك» وضعتها على جسد طفلتها الصغيرة. هى صحيح سنة الحياة، لكن من المؤكد لو تخيلت معى هذه الصورة لتأكدت أن الفن أصبح مثل الغابات الموحشة وأتوبيس «777» فى ساعة خروج الموظفين! السجادة الحمراء المهرجانات المهمة بالنسبة لصناع السينما مثل تكييف ثلاثة ونصف حصان فى طقس من الحر والرطوبة ولهذا أنا لست ضد كل الذين سافروا لعرض أفلامهم فى سوق مهرجان كان العريق ولست ضد أن يتم تأجير السجادة الحمراء ليصعد عليها نجومنا ليلتقطوا صورا تذكارية ولكنى أتعجب من الذين يذهبون لحضور عرض أفلامهم هناك فقط ويعودون بعد العرض مباشرة ولا أدرى متى سوف تتوافر لهم فرصة أخرى لمشاهدة هذا الكم الكبير من الأعمال المهمة لكبار المخرجين وصناع السينما فى العالم والاقتراب من المدارس الحديثة فى السينما والأفكار المختلفة وربما التواصل مع نجوم وصناع السينما العالميين ولكنهم يتعاملون مع العرض وكأنه فى سينما أوديون يذهبون ثم يغادرون وكأنهم لا يهتمون إلا بالسجادة الحمراء وتلك الصورة التى سوف تلتقط هناك. وبالمناسبة أعتقد أنه على القائمين على جهاز تحديث الصناعة الذى تولى إقامة سوق للسينما المصرية فى كان أن يقدم لنا كشف حساب الأيام العشرة التى قضتها الأفلام المصرية هناك لنعرف ما الذى حدث مع هذه الأفلام وهل أتت التجربة بثمارها وتم تسويق أفلامنا إلى القارة العجوز؟ وما أوجه التعاون إذا حدث بين الشركات المصرية ونظيراتها العالمية، أعتقد أنه من حق الجميع أن يتعرف على نتيجة هذه الرحلة حتى لا يتحول المهرجان إلى غرفة ساونا فى نفس الطقس من الحر والرطوبة