نقلا عن محطة BBC الإنجليزية من كراتشى باكستان والتى أذاعت يوم الاثنين الماضى 25 أبريل قرار المحكمة العليا بباكستان والذى يقضى بأن من حق متحولى الجنس أن يثبتوا فى أوراقهم الرسمية (جواز السفر أو البطاقات الشخصية القومية) أنهم ليسوا بذكور أو إناث، إنما هم جنس ثالث بذاته Transgender. ليس المقصود هنا المثليين أو من يعانون من اختلاط الجنس فيولدون بأعضاء تناسلية مزدوجة (Hermaphrodires) يمكن تصحيحها جراحيا، إنما هم إما رجال كاملو الرجولة جسمانيا لكنهم إناث سيكلوجيا أو إناث مكتملات الأنوثة جسديا لكنهن يعشن كل مشاعر الرجل نفسيا. إنها فى الواقع حالة نفسية تهىء للرجل حالة من الأنوثة يعايشها ويعيش فيها فيتحدث كامرأة ويرتدى ملابسها ويتزين بزينتها وينجذب إلى مجالس الرجال وأنس السيدات ويشاركهن أعمالهن وقد يتفوق عليهن فيها. وهى ظاهرة تنتشر بين الرجال بصورة أكبر من النساء. أكد مراسل BBC فى حديث مع أحد أشهر أصحاب الجنس الثالث شى هزادى Shehazadi أن فى باكستان أكثر من خمسين ألفا أصبح من حقهم أن تدون فى خانة الجنس من بطاقاتهم القومية Transgender وأن قاضى المحكمة العليا قد طالب بمعاملتهم كمواطنين صالحين وأن توفر الحكومة لهم نسبة من وظائف الدولة. أضاف أو أضافت أنها تعمل الآن مع الحكومة حيث تتوجه لمن لا يدفع الضرائب للدولة لتدق بابه تطالبه بأن يدفع ما عليه، فإذا تلكأ أو رفض ناله منها كل أنواع التشهير والتى تبدأ بالإهانات المتعمدة وإظهار المهارات المختلفة فى لفت أنظار المارة فى الشارع إلى أن هناك من يختبىء داخل المنزل متهربا من الضرائب إلى أن يخرج صاغرا ليدفع ما عليه عادة خوفا من هجمة التجريس. تحب هى مهنتها، فالحياة تستمر دائما على حد قولها لكنها تعرف أنه حينما تأتى ساعتها فسوف ترحل فى صمت وأن من حولها سيقيمون احتفالا ويتقاسمون ما جمعت من نقود فى حياتها التى كانت كالنقش على الماء. فلا عائلة لها. إذ إنها غادرتهم منذ زمن ولا أطفال لأنها لم تتزوج! «ننادى بعضنا أختى أو أمى ونعيش حتى الآن فى مجتمعات منعزلة. إن ما حدث خطوة بالغة الأهمية على طريق طويل فنحن نسعى بعد أن اعترفت بنا الدولة أن يعترف بنا المجتمع. هكذا عبرت شى هزادى عن أملها فى أن يقبلها المجتمع الباكستانى أو عبر كما هى أو كما هو فهل ستنتظر كثيرا؟ أو ينتظر كثيرا؟ حيرة يواجهها أصحاب الفطرة السليمة فى مواجهة أصحاب الطبائع النفسية الخاصة وربما العكس. الله أعلم فى كل الأحوال.