تمكن الثوار في شرق ليبيا، اليوم السبت، من تحقيق بعض التقدم من اجدابيا باتجاه البريقة البترولية مستفيدين من غارات الحلف الأطلنطي، في حين يتواصل القصف العنيف غربا على مصراتة المحاصرة من قوات القذافي المتهمة باستخدام قنابل عنقودية في هذه المدينة. ويفيد مراسل الفرنسية في المكان أن الثوار وصلوا إلى مسافة تبعد نحو 40 كم عن مدينة البريقة البترولية أي منتصف الطريق بين اجدابيا والبريقة. وأدى قصف قوات القذافي للثوار المتقدمين بصواريخ من نوع جراد إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح، بحسب ما أفاد مسؤولون في مستشفى اجدابيا الذي نقل إليه الضحايا من قتلى وجرحى. وأفادت وكالة الأنباء الجماهيرية الليبية الرسمية من جهة ثانية أن الحلف الأطلنطي شن غارات، اليوم السبت، على مدينة سرت ومنطقة الهيرة جنوب غرب طرابلس. ودان الثوار، أمس الجمعة، استعمال قوات القذافي قنابل عنقودية في المناطق الآهلة بالمدنيين في مصراتة (200 كم شرق طرابلس) التي تحاصرها قوات القذافي من كل الجهات، ولا تتنفس سوى من مينائها الذي تصلها الإمدادات منه. وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ذلك، وقالت إنها شاهدت قنابل من هذا القبيل في المكان. وأوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنها "لاحظت على الأقل 3 قنابل عنقودية تنفجر فوق حي الشواهدة في مصراته ليلة 14 أبريل". يذكر أن الذخيرة التي تحملها الأسلحة العنقودية من شأنها، عندما لا تنفجر على الفور أن تقتل وتوقع إصابات تؤدي إلى بتر أعضاء المدنيين بعد زمن طويل من استعمال القنابل. ونفت طرابلس استعمال قنابل عنقودية، وقال موسى إبراهيم الناطق باسم الحكومة للصحفيين ردا على سؤال في هذا الصدد "لا قطعا، إننا لا نستطيع أخلاقيا ولا شرعيا أن نفعل ذلك بحق شعبنا". وعلى الصعيد الإنساني أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها أجلت اليوم السبت من مرفأ مصراتة 99 جريحا بينهم 10 بحالة الخطر ونقلوا بحرا إلى مرفأ جرجيس التونسي، حيث تسلمتهم السلطات الطبية التونسية ومنظمة الهلال الأحمر التونسي. وقال الطبيب مورتن روستروب من منظمة "أطباء بلا حدود" الذي كان على ظهر السفينة "نتيجة القصف الأخير تفاقم الوضع في مصراتة، وباتت المستشفيات مجبرة على إخراج المرضى أو الجرحى حتى قبل شفائهم للتمكن من استقبال جرحى جدد". وأضاف: "كما أن آلاف العمال الأجانب لا يزالون مكدسين في مخيم قرب مرفأ مصراتة بانتظار إجلائهم وهم يعيشون في ظروف صعبة جدا من دون مأوى كريم ولا طعام".