«لم يعد الحال الآن يسمح بالمنافسة وكان لابد أن نتعامل مع هذه الظروف الحرجة التى تمر بها مصر ونحن جميعا على قلب رجل واحد، فكلنا فى ذات القارب، إذا غرق غرقنا جميعا».. كانت هذه الكلمات إجابة عن سؤال لم يتم طرحه، ولكن تعبيرا عن هم ثقيل أراد صاحبه أن يفصح عنه، مؤكدا أنه يعبر عن المئات ممن يعملون فى مجال الدراما التليفزيونية. المؤلف د.مدحت العدل الذى كشف عن حال مسلسله الجديد «الشوارع الخلفية» بطولة جمال سليمان وليلى علوى قال: عن نفسى مستمر فى الكتابة والفنان جمال سليمان موجود حاليا فى القاهرة وأجتمع معه باستمرار ومعنا ليلى علوى لمناقشة تفاصيل العمل، لكن للحق حتى هذه اللحظة قرار إنتاج المسلسل هذا العام لم يحسم بعد فى ظل الظروف التسويقية الصعبة التى نمر بها، فالإعلانات التى كانت تعتمد عليها الدراما لسنوات طويلة فى رواجها وبيعها انخفضت بما يزيد على النصف وأصحابها يعيش بعضهم الآن خلف القضبان، بينما هرب الأجانب بأموالهم بعيدا، والتليفزيون المصرى فى حال لا يسر أحدا، فبخلاف قراره بعدم شراء أعمال جديدة هذا العام فهو مديون لنا نحن أصحاب الشركات الخاصة، وفى ظل حالة التخبط والتوهان الذى تمر به قياداته لم يعد بوسع اى منتج ان يطالب بحقوقه المادية. وأضاف العدل: ونفس الحال مع القنوات الخاصة التى تعانى من التخبط وتضررت بانخفاض نسبة الإعلانات، وعليه ففى أقصى تقدير ممكن ان تقدم على شراء مسلسل ربما تشارك فى إنتاجه، ومن هنا فسوق الدراما والفن عموما فى خطر ونحن على شفا أزمة كبرى قد تطيح بآلاف سواء كانوا عمالا وفنيين وفنانين صغارا ومخرجين او نجوما كبارا والسياحة أيضا ستتأثر لأن تصوير هذه الاعمال فى كثير من المناطق السياحية فى مصر كان يساهم بقدر كبير فى ضخ أموال كثيرة، وعناصر أخرى كثيرة قد تتضرر من انحدار الصناعة بهذا الشكل مع ضرورة الوضع فى الاعتبار أن السوريين والأتراك يقومون حاليا بإنتاج عدد كبير من المسلسلات لسد الفراغ الدرامى لمصر فى المنطقة العربية، الأمر الذى يؤثر على مستقبل الدراما المصرية فى الأعوام الخمسة القادمة. وعن إمكانية حل هذه المشكلة قال: اجتمع أصحاب 35 شركة إنتاجية فى مصر لتقرير المصير ووضع أيدينا فى أيدى بعض حتى نواجه هذا الأزمة ولوضع قواعد جديدة، منها اننا اتفقنا ان نترك الساحة للشركات التى بدأت بالفعل فى تصوير مسلسلاتها حتى لا تتعرض لخسارة كبيرة. اما الشركات التى دفعت عربونا فقط مثل «العدل جروب» فسوف تؤجل تنفيذ مشروعاتها اذا لم تنجح فى تسويقها خارج مصر ولكن فيما يتعلق بداخل مصر فالمسألة صعبة والتنافس على القنوات المصرية فى هذه الظروف يعرض الجميع لخسارة فادحة. واستطرد مدحت العدل قائلا: الموضوع الآن اصبح واجبا وطنيا ولن يغفر التاريخ لأى أحد تخلى عن مصر فى هذه الظروف وبما ان الشركات الانتاجية ربحت كثيرا فى السنوات الماضية وعليها أن ترد لمصر جزءا من هذا الجميل وقد رحب الجميع بفكرة المسلسلات القصيرة لتشغيل الاستوديوهات والعمال، وما لا يضعه كثيرون فى اعتبارهم انه بتوقف هذه الصناعة هناك شريحة كبيرة من المصريين الذين يعملون فى هذا المجال لن يستطيعوا ان يبتاعوا قوت أسرهم وهو ما دفعنا للتفكير فى نشر إعلانات مدفوعة الأجر فى كل وسائل الإعلام نناشد فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونؤكد له ان الدراما لا تقل أهمية عن الطعام والكساء وكل متطلبات الحياة ولابد من مد يد المعاونة لها مع التأكيد أنه إذا مر يوم 14 أبريل المقبل ولم تدر الكاميرات فسوف يتوقف الإنتاج، لأنه بالطبع لن يتم الالتحاق بموسم رمضان. واتفق معه فى الرأى المنتج صفوت غطاس الذى أكد أنه لولا تسويق مسلسله «فرقة ناجى عطا الله» بطولة الفنان عادل إمام لأكثر من قناة لتعرض لكارثة كبرى بعد أن توقف التليفزيون المصرى عن دفع نصيبه من ميزانية العمل، نظرا للظروف التى يعانى منها. وطالب غطاس بضرورة إنقاذ الدراما التى إذا وقعت هذا العام فلن تستطيع النهوض إلا بعد أعوام كثيرة، لأن الجميع قد يتعرض لخسائر مالية بالغة وعليه لابد من اتخاذ قرارات حاسمة لهذه المشكلة. ومن جانبه، أكد المنتج هشام شعبان أنه وفقا للقرارات التى توحدت عليها الشركات الإنتاجية الخاصة، فلقد اكتفى بتصوير مسلسل سمارة بطولة غادة عبدالرازق وتأجيل مسلسلى «بين شوطين» بطولة نور الشريف و«قضية معالى الوزيرة» بطولة إلهام شاهين وقال: بالطبع لا يخفى على أحد أن مسلسل سمارة من أوائل مسلسلات هذا الموسم الذى بدأ تصويره بالفعل قبل ثورة 25 يناير بوقت كاف وعليه لم يعد هناك مجال للتراجع، ونحن نستكمل تصويره حاليا، وقد أنجزنا تقريبا 7 ساعات، ونجحنا فى تسويقه لقناة دبى. وعن حقيقة تخفيض الفنانين لأجورهم قال: نعم هذا حدث بالفعل وتفاوتت النسب من فنان لآخر، فهناك من قام بتخفيض أجره بنسبة 40 % وهناك 25 % و10 % والإجمالى من هذا التخفيض نصبه فى ميزانية العمل حتى نستطيع دفع اجور باقى عناصره والإنفاق على تنفيذه فلا يخفى على احد اننا نعيش مأساة إنتاجية وندعو الله أن تمر بنا على خير. وعن مدى صحة ما تردد انه يواجه مشاكل تسويقية لمسلسله داخل مصر متضررا من موقف بطلة العمل غادة عبدالرازق من ثورة 25 يناير فى بدايتها ووضعها فى القوائم السوداء قال: غادة لم تكن ضد الثورة أبدا ولكنها كغيرها من عدد كبير من المصريين الذين تأثروا بخطاب الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وتعاطفت معه ولكنها أعلنت تأييدها الكامل للثورة وعليه لن يتأثر التسويق الداخلى فالمشكلة اننا كنا اتفقنا مع التليفزيون المصرى الذى اوقف كل الاتفاقيات نظرا للظروف التى يمر بها، والقنوات المصرية الخاصة موقفها لم يتضح بعد، وعليه عرض المسلسل داخل مصر لم يحسم بشكل نهائى. على الجانب الآخر، أكد المنتج محمود شميس ان العمل جار فى تصوير مسلسلين هما «كيد النسا» بطولة فيفى عبده وسمية الخشاب و«آدم» بطولة تامر حسنى، خاصة أن هناك قنوات عربية تعاقدت على شرائهما وأكد ان هناك مؤتمرا صحفيا بعد أسبوعين للإعلان عن كل التفاصيل الخاصة بهذين المسلسلين والرد على ما أثير من المشاكل التى يواجهها تامر حسنى بطل مسلسل آدم اثر رفض شباب الثورة وجوده فى ميدان التحرير واثر هذا على تسويق العمل داخل مصر. جدير بالذكر انه جار حاليا تصوير مسلسل «مسيو رمضان أبو العلمين» بطولة محمد هنيدى والذى لم يعلن عن القناة التى تعاقدت على عرضه حتى الآن وتصوير مسلسل «وادى الملوك» بطولة سمية الخشاب وصابرين كما يجرى حاليا الاستعداد لتصوير مسلسل «خاتم سليمان» بطولة الفنان خالد الصاوى.