لقد تابعت مقطع الفيديو المنتشر على اليوتيوب للسيد محمد حسين يعقوب والذى يتحدث فيه عن ما سماها بغزوة الصناديق وبعد المشاهدة رأيت أنه من الواجب على كاعلامى تخرج من جامعة الأزهر توجيه رسالة الى هذا الشيخ تحمل عددا من الملاحظات التى أود أن يتابعها كل مصرى : • ( تحدثت أيها الشيخ عن مغالطة كبيرة حين وصفت الاستفتاء بأنه استفتاء على الدين وأن جانب الدين انتصر ، وأوضح هنا ( وأنا مؤيد للتعديلات ) أن هذا الاستفتاء لم يتطرق أبدا الى المادة الثانية من الدستور وبهذا تنتفى علاقة الدين بهذا الاستفتاء )، فهو بهذا التصريح أثبت حهله السياسى مع احترامى له ولعلمه الذى يلتف حوله عدد غير قليل من السلفيين . • ( انضممت أيها الشيخ دون أن تدرى الى قائمة بعض السادة السياسيين الذين عارضوا الاستفتاء وادعوا بأن نتيجته أثبتت مدى تدخل رجال الدين فى هذا الاستفتاء ووصفوا عامة الشعب بأنهم مغيبون ودمى تحركها الفتاوى والأحاديث الدينية ) ، وقد قمت فى مقال سابق بانتقاد هذا الوصف وذكرت أن هذا التأثير قد يقتصر على عدد من السلفيين أنفسهم دون الوصول الى عامة الشعب الذى ينفر بطبيعته من التشدد الدينى الذى نصحنا فيه النبى ( ص ) ( لن يشاد الدين أحد الا غلبه فيسروا ولا تعسروا وبشروا ولاتننفروا ) ومن تدخل رجال الدين فيما لايخصهم ، فهذا التفسير الخاص لنتيجة الاستفتاء يثبت أن هناك من يحاول استغلال كل شىء لصالحه وتأويله بما يوافق هواه . • ( اعتديت فى وصفك وتفسيرك لعملية الاستفتاء على قول الله سبحانه وتعالى ( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون ) فأهل الذكر فى هذه الحالة هم أهل السياسة الذين وصفوا هذا الاستفتاء بأنه فى كلتا الحالتين سيحقق نفس الغرض للمؤيد والمعارض وهو تشكيل دستور جديد يحقق المصلحة العامة لكافة أطياف المجتمع تفسره قوانين عادلة للجميع ) • ( اعتديت أيها الشيخ على الشعب المصرى حين تحدثت على لسانه وأنت غير مفوض بأنه أراد أن يدخل الدين فى كل شىء ) ، فالشعب لم يرد ذلك لأنه يعلم مدى سماحة الدين الاسلامى الذى وضع الأسس العامة لكافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما درسنا فى الأزهر الشريف الا أنه ترك التفاصيل لاجتهاد البشر تحت هذه الأسس لأننا أعلم بأمور دنيانا فكثير من الشؤون اليومية فى كافة المجالات لاتخضع للحلال والحرام بل تخضع لطبيعة البشر ورأيه الشخصى ، كما أنك اعتديت على التيار الاسلامى المعتدل الذى يشكل شريحة كبيرة من المجتمع المصرى حين ضممت جميع التيارات الاسلامية فى جانب واحد . • ( لايحق لك الشيخ أن تدعوا من لم يوافق على هذه التعديلات أن يغادر البلاد ان لم يرضى بحكم الدين ، فهذا اعتداء على مبدأ المواطنة الذى يكفله الاسلام نفسه حين قال ( لكم دينكم ولى دين ) ، كما أن الديمقراطية التى تقول فيها ( انها ديمقراطيتهم التى يحتكمون فيها الى الصناديق ....... ) هى ليست ديمقراطية الرافضين للتعديلات بل هى ديمقراطية المصريين جميعا والتى كفلها الاسلام ( وأمرهم شورى بينهم ) ، كما أن الديمقراطية من الأشياء التى تنظم حياتنا اليومية والتى تركها الاسلام لاجتهاد علمائه فى كافة المجالات ) . وفى النهاية لابد و أن يقوم الأزهر رسميا بالرد على مثل هذه الادعاءات التى تشوه صورة الاسلام داخليا وخارجيا وأن يأخذها مأخذ الجد منعا لاحداث فتنة أخرى كفانا الله اياها ولعن من أيقظها ، ولقد ذكرت هذا فى مقالة سابقة تحت عنوان ( الأزهر ..... وتحديات الثورة ) , وأنا كاسلامى معتدل تربى فى رحاب الأزهر الشريف أوجه اعتذارا الى كل من أغضبه هذا الحديث ، وستثبت الأيام أن الاسلام هو دين اليسر لاالعسر ودين التبشير لاالتنفير .