احتفل المنتخب الفلسطيني بأول مباراة رسمية له على أرضه أمس الأربعاء في ليلة اختلطت فيها الفرحة بالمرارة عندما خسر أمام تايلاند 6-5 بركلات الترجيح في الدور الأول للتصفيات الأسيوية المؤهلة لمسابقة كرة القدم بدورة لندن الاولمبية 2012. ونظر الفلسطينيون إلى المباراة باعتبارها خطوة أخرى نحو تقديم أوراق اعتمادهم للدولة التي يعتزمون تأسيسها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني لرويتر بإستاد فيصل الحسيني في الرام "هذه مناسبة أخرى نستطيع أن نظهر فيها أننا دولة.. كل مرة احضر فيها إلى هنا أشعر بالفخر." ووصف جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم هذا الحدث بأنه يوم تاريخي. وأبلغ رويترز "من الان ستلعب فلسطين دائما على أرضها.. لن تقام مباريات أخرى في بلاد أجنبية." وحتى أكتوبر تشرين الأول 2008 عندما استضاف الأردن في مباراة ودية في الرام خاض المنتخب الفلسطيني جميع مبارياته خارج أرضه لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اعتبر الأراضي الفلسطينية غير أمنة لاستضافة الفرق الزائرة. وأعيد تدشين الدوري الفلسطيني في 2008 بعد تحسن في الوضع الأمني. وقال محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم والذي كان ضيف شرف المباراة إن اللقاء مؤشر على وجود المزيد من الأحداث الرياضية في البلاد. وأضاف متحدثا إلى رويترز "أنا فخور جدا لرؤية مباراة رسمية هنا لأول مرة... لكن يجب علينا جميعا التركيز على حقيقة أنه باستطاعتنا عن طريق الرياضة بناء جسور بين شعوب هذه المنطقة." وانتهت المباراة بفوز المنتخب الفلسطيني الاولمبي 1-صفر بعد وقت إضافي وهي نفس النتيجة التي انتهت بها مباراة الذهاب التي فازت بها تايلاند يوم 23 فبراير شباط. وأحرز عبد الحميد أبو حبيب هدف الفريق الفلسطيني الوحيد بتسديدة رائعة من عند حافة منطقة الجزاء في الدقيقة 43. واسعد هدف أبو حبيب نحو 16 ألف مشجع في الرام في ظل طقس شديد البرودة بدا أنه أثر على الجماهير مع وصول المباراة لركلات الترجيح. ولعبت تايلاند بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 68 بعد طرد المدافع بونماثان ثيراثون لحصوله على الإنذار الثاني من الحكم القطري بنجر الدوسري لكن الفلسطينيين لم يستطيعوا الاستفادة من النقص العددي رغم سيطرتهم على اللعب.