وافق الناخبون في جنوب السودان بأغلبية ساحقة على إعلان استقلال الجنوب في النتائج النهائية للاستفتاء، أعلنت اليوم الاثنين، ممهدة الطريق لقيام أحدث دولة في إفريقيا. وراح مئات من أهالي جنوب السودان يرقصون وينشدون ويلوحون بالأعلام، حينما نقلت أجهزة التلفزيون إعلان النتائج في ميدان بوسط العاصمة الجنوبيةجوبا. وأظهر شريط فيديو يعرض نتائج التصويت، واطلعت عليه رويترز في مقر الإعلان، أن ما مجموعه 98.83% من الناخبين في جنوب السودان اختاروا الانفصال عن الشمال في الاستفتاء الذي أجري الشهر الماضي. وشاب الإعلان الرسمي في الخرطوم مشهد امرأة شمالية بدأت تصرخ حزنا، وقالت للصحفيين "السودان بلد واحد فلماذا ينقسم"، وأضافت أن لها أقارب في الجنوب. والاستفتاء الذي أجري في التاسع من يناير هو ذروة معاهدة سلام بين الشمال والجنوب وقعت عام 2005، بهدف إنهاء أطول حرب أهلية في افريقيا، وإعادة توحيد البلد المقسم وغرس الديمقراطية في أرض تفصل بين الدول العربية في إفريقيا وتلك الواقعة جنوب الصحراء. وقال البشير في كلمة بثها التلفزيون السوداني "اليوم تسلمنا النتيجة ونقبلها بصوت مرحب لأنها تمثل إرادة أهل الجنوب". ويقول مسؤولون جنوبيون إن مسألة اسم الدولة الجديدة لم تحسم بعد، لكن من المحتمل أن يكون "جنوب السودان". وعزز زعيم الجنوب سلفا كير تعهده بمساعدة حملة الخرطوم الرامية إلى إعفاء البلاد من ديونها الهائلة وتخفيف العقوبات التجارية الدولية في الشهور المقبلة. وقال كير في اجتماع للحكومة السودانية في الخرطوم بثه التليفزيون السوداني "الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني (الشمالي الذي يتزعمه البشير) يستحقان مكافأة". وتفادى الجانبان الدخول في أعمال عنف كبيرة على مدى السنوات الخمس الماضية، لكنهما فشلا في التغلب على عقود من الشك المتبادل لإقناع الجنوبيين بتبني الوحدة. وقالت ريبيكا مالوك -وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال في الحشد في جوبا- "أهالي جنوب السودان شعب جديد الآن. لنا هوية جديدة ونحظى باحترام الجميع أخيرا. لقد قام بلدنا اليوم". ويعتبر كثير من الجنوبيين نتيجة الاستفتاء فرصة لإنهاء سنوات طويلة، يقولون إنهم عانوا فيها من القمع من جانب الشمال. وقال كارلو دو فيليبي ممثل الاتحاد الأوروبي في السودان "يتطلع الاتحاد الى مزيد من التطوير لشراكة وثيقة طويلة الأجل مع جنوب السودان الذي سيصبح دولة مستقلة في يوليو عام 2011". وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة سوف تعترف بجنوب السودان دولة ذات سيادة من يوليو المقبل. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الاثنين، إنها ستبدأ عملية رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول راعية الإرهاب، لكنها شددت على أنها لن تفعل ذلك إلا إذا أوفى السودان بكل المعايير وفق القانون الأمريكي. وقال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان للصحفيين "لقد برهنا على أن شعب جنوب السودان مستعد وقادر على تحديد مصيره بنفسه".