«هل تستمر الحكومة ؟».. هكذا تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر الأمريكية بعد إعلان محمد الغنوشى تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية التونسية، وخروج مئات التونسيين إلى الشوارع؛ احتجاجا على سيطرة رجال الرئيس المخلوع زين العابدين بن على على الوزارات السيادية، وبينها الدفاع والداخلية والمالية والخارجية. الصحيفة نقلت عن محتجين قولهم إن «هذه الحكومة تمثل بن على». وقالت سيدة شابة تحمل لافتة كتب عليها «الثورة مستمرة.. التجمع برة»: إذا انضم شخصيات معارضة للحكومة فإنهم «لا يمثلون الشعب». وقال آخر: «كل ما نريده هو معارضة حقيقية، وممثلين حقيقيين للشعب، وعزل حزب التجمع». وعلق دبلوماسى غربى على الوضع التونسى بقوله «هذا التدافع السياسى من النقابات والأحزاب اللحاق بالتحرك الشعبى، يظهر أنه لم تكن فى البلاد طبقة سياسية حقيقية». ما علقت عليه الصحيفة بأن عدم وجود قادة سياسيين ذوى خبرة يدفع البعض للمطالبة ببقاء رموز نظام «بن على»، قبل أن تستدرك قائلا إن هذه الحكومة لن تصمد، وسيكون مصيرها الفشل. ودعت الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى «دعم الديمقراطية» ليس فى تونس وحدها، بل فى مصر والأردن وغيرها من دول الشرق الأوسط، لمساندة «دعاة الحرية»، مضيفة أنه على أوباما ألا يحصر تعاملات إدارته فى القادة المستبدين، بل عليه أن يقف مع دعاة الحرية. من جانبها رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الأحداث التونسية تثير الرعب فى الجوار الشمال إفريقى. ورصدت أوجه التشابه بين تونس وبعض الدول الأخرى فى الشمال الأفريقى، حيث يعانى البطالة ملايين الشباب، وتعانى جميع هذه الدول القيود الشديدة على الإعلام وحرية التعبير، فضلا عن حظر أحزاب اليسار الثورية (الماركسية والشيوعية) وأحزاب الإسلام السياسى (الإخوان المسلمين). وفى تقرير آخر تحت عنوان «فى خطر: الوضع العربى»، قالت الصحيفة إن النظم العربية بدأت إجراءات وقائية ضد الثورة، مشيرة إلى أن الحكومات أصدرت قرارات لخفض بعض الأسعار، فيما أعلنت الكويت عن «مكرمة أميرية»، لشهور دعما للأسر الفقيرة، وتسعى الجزائر لتسهيل الحصول على السكن والوظائف.