بحث الرئيسان الروسى ديمترى مدفيديف والفلسطينى محمود عباس، اليوم الثلاثاء، في أريحا سبل إخراج عملية السلام من مأزقها الراهن، والدور الذي يمكن أن تقوم به روسيا بفضل ثقلها الدولي فى هذا المجال. ودعا الرئيس محمود عباس اللجنة الرباعية الدولية، التي ستجتمع في ميونيخ فى الشهر المقبل، إلى إصدار قرارات أكثر تقدما لإلزام إسرائيل بضرورة العودة إلى السلام. وقال عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي: هناك خياران إما المفاوضات والسلام، وإما العنف والإرهاب، ونحن لن نختار العنف والإرهاب. ولذلك نقول للإسرائيليين عليهم أن يختاروا طريق السلام لمصلحتهم ومصلحة أجيالهم، وأن يتوقفوا عن الاستيطان لنعود مباشرة إلى المفاوضات، ونطبق خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية والقرارات الدولية. وأوضح أبو مازن أن زيارة الرئيس الروسي مدفيديف إلى فلسطين تعبر عن علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين الشعبين والقيادتين الفلسطينية والروسية. وقال: لا شك أن المحبة والتقدير في قلبي لروسيا يعود إلى أكثر من أربعة عقود، وقد كنت منذ بداية السبعينيات رئيسا لجمعية الصداقة السوفيتية الفلسطينية، وما زلت أعتبر نفسي الصديق الأول للشعب الروسي. وأضاف أبو مازن: أن المواقف الروسية قديما وحديثا ثابتة مع الحق والعدل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما تفضل الرئيس الروسي وأكد هذا الموقف الآن. وهذه المواقف ليست شعارات وإنما هي مواقف مشفوعة بدعم سياسي عالمي اقتصادي ومالي وثقافي وتعليمي، حيث إن روسيا لها بصمات واضحة لدى الشعب الفلسطيني. وأوضح أنه بحث مع مدفيديف القضايا التي تهم البلدين ووصول عملية السلام إلى طريق مسدود، بسبب الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية الظالمة، خاصة في القدسالشرقية التي تتعرض لهجمة تهدف إلى تغيير معالمها وهويتها وتاريخها. وأشار إلى أنه ناقش مع الرئيس الروسي سبل إخراج عملية السلام من مأزقها، بالإضافة إلى بحث ملف المصالحة الفلسطينية، والدور الذي يمكن أن تقوم به روسيا في هذه المصالحة، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة فى أقرب وقت ممكن. وأشاد عباس بمواقف روسيا السياسية التاريخية من القضية الفلسطينية التي تقف فيها دائما وأبدا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقال: ما زلنا نتذكر أن روسيا كانت من أوائل دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطين في عام 1988. ومن جانبه قال الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف: إن مفاوضاتنا مع رئيس السلطة الفلسطينية جرت في جو من الصراحة وبصورة بناءة. وأضاف أن زيارته إلى المنطقة تتميز بأمرين، أولهما أنها تجري لمدينة تاريخية، وهي أريحا التي احتفلت بذكرى مرور عشرة آلاف عام على إنشائها، والأمر الثانى أنها أول زيارة لرئيس روسيا للمنطقة وللأرض الفلسطينية لا ترتبط بزيارة إلى دولة مجاورة- في إشارة إلى إسرائيل. وقال مدفيديف: إنه بحث مع الرئيس عباس سبل استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين، مؤكدا ضرورة تجميد الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وأكد أنه يتعين على الأطراف المعنية لتجاوز الأزمة في عملية السلام إظهارأقصى حدود ضبط النفس، والتخلي عن الأعمال أحادية الجانب، والاستفادة من الجهود والقرارات الدولية، مشيرا إلى أنه يعلق آمالا على الجلسة الوزارية للرباعية الدولية في ميونيخ في الشهر المقبل. وشدد مدفيديف على أن المواقف الروسية من القضية الفلسطينية لم تتغير، وقال: روسيا قامت بخيارها في هذا الموضوع فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ونحن ندعم دعما كاملا حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأضاف: أنا على يقين أنه بظهور الدولة الفلسطينية المستقلة سوف يربح الجميع، سواء فى ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون، وشعوب الشرق الأوسط كافة، وهذا ما علينا أن نسعى لتحقيقه. وكان الرئيس الروسى قد وصل بعد ظهر اليوم إلى أريحا في زيارة للأراضي الفلسطينية، فى مستهل جولة يزور خلالها الأردن غدا. كما يفتتح خلال وجوده في أريحا المتحف الروسي في هذه البلدة العريقة.