يسعى سلام فياض، وبإصرار يستحق التقدير، لتحقيق هدفه، وهو إعلان قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 تكون عاصمتها القدس وذلك فى سبتمبر المقبل. لكن أبومازن الذى كان فى البداية مترددا وصرح قبل بضعة أشهر بأنه لن يكون هناك إعلان بشأن قيام دولة فلسطينية من طرف واحد ما لبث أن عدل موقفه وبدأ بالعمل على وضع حجر الأساس للسفارات الفلسطينية فى العالم. مع أن أوباما ضعف فى اعقاب الهزيمة التى منى بها فى الانتخابات النصفية، وأن أعضاء الكونجرس وقعوا رسالة تطالبه بفرض الفيتو على اى اعلان من طرف واحد بشأن الدولة الفلسطينية، وعلى الرغم من وقوف دول أخرى مثل كندا إلى جانبنا، إلا أن هذه الدول ستبقى أقلية لا قيمة لها فى مواجهة الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية يمكننا التقليل من هذا الخطر بالقول إنه لن يكون لهذا كله أى دلالات فعلية، ففى سنة 1989 اعترفت اغلبية دول العالم بالدولة الفلسطينية التى اعلنها ياسر عرفات ولم يحدث شىء. لكن الفارق كبير بين الأمس واليوم مع وجود سلطة فلسطينية تسيطر على جزء من أراضى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وعلى الرغم من أن هذه السلطة لا تملك اى سيطرة على غزة، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل نجاحها فى بناء مؤسسات الحكم وفى احراز التقدم الاقتصادى الذى يعتمد بصورة خاصة على التدفق الكبير للأموال من الدول المانحة. من الواضح اليوم بالنسبة إلى اغلبية الشعب اليهودى أن اقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 عاصمتها القدس هى وصفة واضحة للقضاء على السيادة اليهودية على ارض اسرائيل ووقف المشروع الصهيونى. لكن رؤساء الحكومات فى اسرائيل لا يتحملون الضغط الدولى ويقعون اسرى له واحدا تلو الآخر لأنهم لا يملكون جوابا عن مسألة ماذا نفعل بالفلسطينيين الذين يعيشون هنا؟ وقد بدأ ذلك إسحاق رابين الذى انتخب بسبب برنامجه الانتخابى المعارض للدولة الفلسطينية لكنه وافق على اتفاق اوسلو، ثم اتى اريئيل شارون صاحب مقولة مستوطنة نتسريم مثلها مثل تل ابيب فشرع يتكلم على الاحتلال وقام بطرد اليهود من قطاع غزة لكنه لم يفكر قط فى التخلى عن الخليل وعن مستوطنة شيلو ولا عن القدس، ثم اتى اولمرت وليفنى فقبلا بصيغة دولة فلسطينية فى حدود 1967 عاصمتها القدس وقبلا بتقسيم المدينة وفى الانتخابات الاخيرة اختار الجمهور اليمين، لكنه حصل على رئيس حكومة يوافق على اقامة دولة فلسطينية. علينا أن نقول الحقيقة للشعب اليهودى وهى أن أرض اسرائيل هى ارض الشعب اليهودى وهى لم تكن ولا فى يوم من الأيام ملكا لشعب آخر كما لم تعرف سيادة أخرى. إن الخرافة التى نجح الفلسطينيون بمساعدة المتطرف فى تسويقها وفحواها أن حدود 1967 هى حدود ذات سيادة ومعترف بها مثل الحدود بين اسرائيل ولبنان وهى مجرد اكاذيب لا تمت الى الحقيقة بصلة فخطوط الهدنة التى جرى تحديدها فى رودوس فى سنة 1949 والتى يطلق عليها اسم الخط الاخضر لأنها حددت بقلم أخضر ولم تكن يوما حدودا سياسية. على اسرائىل القيام بحملة دولية وان تعلن أن الشعب اليهودى الذى عاد الى أرضه بعد 2000 عام من المنفى هو وحده الذى يملك الحق فى أرض اسرائىل ولقد جرى تأكيد هذا الحق للشعب اليهودى فى وعد بلفور وفى قرار عصبة الأمم لسنة 1922. إن أى محاولة لتحقيق التطلعات الوطنية لشعب آخر على هذه المساحة الصغيرة من الأرض ستؤدى إلى القضاء على دولة الشعب اليهودى فى صهيون.