هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما السودانيين، اليوم الأحد، بما اعتبره استفتاء ملهما بشأن مستقبل بلادهم، لكنه دعا إلى الهدوء في وقت تلوح في الأفق بوادر انفصال جنوب السودان. وقال أوباما في بيان، "دخل الاستفتاء الآن مرحلة جديدة، والنتائج الرسمية لن تصدر قبل فترة أكد مراقبون مستقلون أن الاستفتاء يتمتع بمصداقية"، وأضاف "ندعو كل الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء، والتحلي بضبط النفس، في حين تسعى الأطراف إلى إتمام تطبيق اتفاق السلام الشامل". وأظهرت النتائج الجزئية بعد فترة الاقتراع التي دامت 7 أيام اتجاها نحو انفصال الجنوب السودان عن شماله. ودعا رئيس جنوب السودان، سالفا كير، الجنوبيين إلى أن يغفروا للشماليين الحرب الأهلية، التي استمرت بين عامي 1983 و2005، وأدت إلى مقتل مليوني شخص. وقال أوباما، إن "مشاهدة هذا العدد الكبير من السودانيين الذين شاركوا في الاقتراع بهدوء وانضباط، كانت مصدر إلهام للعالم، ومكافأة لتطلعات جنوب السودان شعبا وقادة، لتحقيق مستقبل أفضل". وأشاد بالجهات التي نظمت الاستفتاء والمراقبين المحليين والدوليين، لكنه "أشاد قبل كل شيء بالناخبين الذين أتوا بأعداد كبيرة للمشاركة في الاقتراع". وقال أوباما "الأسبوع الماضي أظهر العالم إيمانا جديدا أن يكون للشعب السوداني مستقبل مزدهر يعمه السلام، هذا المستقبل الذي كان يتطلع الشعب الأمريكي أن يتحقق في السودان". من ناحيته أكد الفريق سلفاكير ميارديت، رئيس حكومة جنوب السودان، أن السودان سيظل موحدا حتى التاسع من يوليو القادم، بموجب اتفاقية السلام الشامل، وذلك بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء. وطالب سلفاكير، في حديث بكنيسة "القديسة تريزا" في جوبا، اليوم الأحد، بالإبقاء على الوثائق الرسمية، كالجواز والعلم على حالها حتى ذلك الموعد. وأضاف ميارديت، أنه يجب على الناس ألا يفرغوا النتائج من محتواها باستباق الأحداث، وأشاد بحزب المؤتمر الوطني، الذي أسهم في جعل الاستفتاء ممكنا، مضيفا أن قياداته يجب أن تكون محل احترام. ودعا رئيس حكومة جنوب السودان، الجنوبيين إلى "مسامحة" الشماليين على الحروب التي خاضوها ضدهم. وهذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها سلفاكير كلمة بعد انتهاء أعمال الاستفتاء، مساء أمس السبت، والتي تواصلت من التاسع إلى الخامس عشر من يناير الجاري. من جهتها، شددت لجنة مراقبة استفتاء جنوب السودان، التابعة للأمم المتحدة، على أهمية حماية المدنيين خلال الأسابيع القادمة. وقالت اللجنة، في بيان صحفي، اليوم الأحد، إنه يجب أن يمارس الجنوبيون الذين يعيشون في الشمال والشماليون الذين يعيشون في الجنوب حياتهم اليومية بأمان وكرامة، كما دعت اللجنة كل الأطراف إلى القيام بدورها في ضمان أمن جميع السكان.