فيما لايزال الجدل مستمراً بشأن إجراء الاستفتاء علي مصير السودان المقرر في 9 يناير المقبل وعد نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه امام الاممالمتحدة بأن توافق الحكومة السودانية علي نتيجة الاستفتاء الذي يجري في يناير المقبل وقد يكرس تقسيم السودان الي دولتين. وقال نائب الرئيس السوداني خلال قمة مخصصة للسودان في مقر الاممالمتحدة في نيويورك ان الوحدة هي الحل المفضل لكنه اعترف بحق "شعب الجنوب في خيار آخر". واضاف "نتحمل مسئولياتنا وستقبل حكومتنا نتائج الاستفتاءين". وصرح رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ ان "المهم ان نائبي الرئيس السوداني (علي عثمان طه والزعيم الجنوبي سالفا كير) تعهدا في خطاب لم يتفقا عليهما، احترام الاتفاق الشامل للسلام وموعد الاستفتاء والنتائج ايا تكن". وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما طالب قبل ذلك بتنظيم الاستفتاء في جنوب السودان في اجواء هادئة وفي موعده المقرر، مؤكدا إن سكان السودان "يحتاجون الي السلام". وفي البيان الختامي للقمة "تعهد المشاركون بتجاوز التحديات السياسية والتقنية التي مازالت قائمة والتأكد من انه سيتم اجراء الاستفتاءين في التاسع من يناير". وقال البيان ان "الطرفين الموقعين لاتفاق السلام (الذي ابرم بين الشمال والجنوب في 2005) عبرا عن التزام قوي ببذل كل الجهود لضمان اجراء استفتاءين هادئين ويتمتعان بالمصداقية وفي الموعد المحدد بما يعكس ارادة الشعب السوداني كما ورد في اتفاق السلام". وأكدت الدول المشاركة في القمة "التزامها احترام نتيجة الاستفتاءين ومساعدة السودانيين علي الحصول علي سلام دائم في جميع انحاء السوداني في الفترة التي تلي الاستفتاءي ن". واضا فة الي اوباما ونائبي الرئيس السوداني، شارك في القمة رؤساء رواندا واثيوبيا وكينيا واوغندا والغابون. كما حضرها رئيس الوزراء الهولندي ونائب رئيس الوزراء البريطاني ووزراء خارجية فرنسا والمانيا والنرويج والهند ومصر والبرازيل واليابان وكندا. وبحضورهم القمة، اراد القادة التعبير عن تضامن الاسرة الدولية قبل حوالي مئة يوم تقريبا من استفتاء سيختار فيه الجنوب البقاء جزءا من السودان او الانفصال. ويتعلق استفتاء آخر بمنطقة ابيي الصغيرة التي سيكون عليها الاختيار بين الشمال والجنوب. ويتوقع المراقبون ان يفوز مؤيدو الاستقلال في الاقتراع المقرر في التاسع من يناير في تلك المنطقة المسيحية والاحيائية التي انهكتها عشرون سنة من الحرب ضد الخرطوم. وقال اوباما ان "مصير ملايين الاشخاص علي المحك. ما سيجري في السودان خلال الايام المقبلة قد يقرر ما اذا كان هؤلاء الناس الذين عانوا من حروب كثيرة سيتقدمون نحو السلام او سيغرقون مجددا في حمام دم". من جهته، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاستفتاء المقرر في يناير في السودان يجب ان يكون "سلميا وبدون اي تهديد". واضاف ان "التحديات كبيرة بالنسبة للسودان ولافريقيا وللاسرة الدولية". وأكد بان كي مون ان "السودانيين لا يستطيعون قبول ان يستأنف النزاع. علينا ان نساعدهم علي ايجاد طريق سلمي في احدي المراحل الاكثر اهمية في تاريخ بلادهم". ويشير بان كي مون بذلك الي عشرين عاما من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب والتي اوقعت حوالي مليوني قتيل قبل ان تنتهي باتفاق سلام في العام 2005. وقال دبلوماسيون ان الاعداد للاستفتاءين تأخر كثيرا. ويخشي عدد من قادة العالم ان يعلن السودان بسبب تأخر الاستفتاء حتي لايام او اسابيع، استقلاله من جانب واحد في خطوة تؤدي الي اندلاع النزاع مجددا.