دخل استفتاء تقرير مصير جنوب السودان أمس يومه الرابع في أجواء سلمية, وقد أكدت مفوضية الاستفتاء أن أكثر من%25 من المسجلين في الشمال صوتوا مقابل%63 خارج السودان. بينما بلغ عدد المسجلين في الجنوب في اليومين الأولين في الجنوب%30, وسيكون الاستفتاء قانونيا بتصويت%60 من المسجلين البالغ عددهم حوالي4 ملايين, علما بأن النتيجة الرسمية للاستفتاء ستعلن في السابع من فبراير المقبل في حال عدم تقديم طعون, وفي حالة تقديم أي طعن فيها سيتم إعلانها في منتصف الشهر المقبل. وفي واشنطن دعا باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأطراف في السودان لأن تتجنب العبارات الخطابية الملهبة للمشاعر, أو الأعمال الاستفزازية التي قد تثير التوترات وتحول دون تمكين الناخبين من التعبير عن إرادتهم. وأصاف في بيان أصدره البيت الأبيض: إن العنف في أبيي يجب أن يتوقف, وقد التقي الفريق أول سلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب في جوبا أمس, سكوت جرايشون المبعوث الأمريكي للسلام, وقال جرايشون في تصريحات عقب اللقاء إنه بحث مع سلفا كير مستقبل الجنوب علي ضوء الاستفتاء, إلي جانب تسريع المفاوضات حول القضايا المعلقة كأبيي وترسيم الحدود. وقال جيمس واني إيجا رئيس البرلمان بجنوب السودان في تصريحات لالأهرام إن المشاركة الكثيفة من قبل المواطنيين صفي الجنوب في عملية الاستفتاء علي تقرير المصير دون وقوع أي عمليات عنف لم يكن مفاجئا لقيادات الجنوب موضحا أن هناك دوائر عديدة داخل السودان وخارجه توقعت ان تجري عملية الاقتراع وسط أجواء توتر إلا أنها مرت في هدوء وسلام وسلاسة وأصاف أنني شخصيا أعتز بذلك كما أن القيادة الجنوبية فخورة بشعبها. و اعتبر أن القضايا العالقة والترتيبات لحلها سوف تستغرق فترة زمنية قد تطول, معربا عن أمله في أن يتم تجاوزها قبل التاسع من يوليو المقبل وهو موعد انتهاء الفترة الانتقالية التي ستعقب الاستفتاء. وحول التوتر الذي شهدته منطقة أبيي المتنازع عليها في الأونه الأخيرة قال رئيس برلمان الجنوب إنه محدود ولن يؤثر علي الاستفتاء ونتائجه إلا أنه قد يؤثر علي الاستفتاء في المنطقة مستقبلا و الذي لم يتم حسم الاتفاق بشأنه حتي الآن, وكشف عن قيام حكومة جنوب السودان بإرسال وفد رفيع المستوي الي أبيي للتفاهم مع سكانها من قبيلتي المسيرية و الدينكا نقوك وقال نأمل أن يتم تجاوز المشكلات الحالية في المنطقة في أسرع وقت ممكن, وقال: لو اختار الجنوبيون الانفصال وأصبحت لهم دولة مستقلة فستكون لديهم ثروات هائلة ومصادر ضخمة للدخل غير أنه سيكون عليهم ايضا عبء كبير فهم سيحتاجون الي التدريب والتأهيل وبناء قدراتهم الذاتية وهنا نتطلع الي أن تقدم مصر للجنوب المزيد من المنح الدراسية وتدريب كوادر الدولة. يأتي ذلك في الوقت الذي بحثت فيه اللجنة الأمنية المشتركة بين الشمال والجنوب أحداث العنف الأخيرة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه, وأدت إلي سقوط ضحايا من سكان المنطقة من قبيلتي المسيرية والدينكا نقوك في الأيام الأولي من الانتخابات, وقد عقد الاجتماع بحضور حاكم إدارة أبيي ووالي جنوب كردفان مساء أمس الأول, وحث الاجتماع زعماء الإدارة الأهلية في القبيلتين علي الاحتكام لصوت العقل لحقن الدماء والتعايش السلمي في المنطقة. ومن جانبها نفت القوات المسلحة السودانية أي صلة لها بأحداث العنف التي شهدتها منطقة أبيي, وكانت قيادات بارزة بالحركة الشعبية قد حملت الجيش السوداني وحزب المؤتمر الوطني المسئولية عن اندلاع العنف في المنطقة, وقالوا إن هناك محاولات لجر المنطقة إلي الحرب لتعطيل استفتاء الجنوب.