جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسئولون بارزون من عشرات الدول, في اجتماع عقد بمقر الأممالمتحدة الليلة قبل الماضية, دعمهم لأطراف اتفاق السلام الشامل الموقع عام2005. والذي أنهي الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان. , كما أكدوا التزامهم باحترام نتائج الاستفتاءين المقررين في الجنوب ومنطقة أبيي, وبمساعدة السودانيين لتحقيق سلام مستدام في جميع أنحاء السودان في فترة ما بعد الاستفتاءين. وقال البيان الذي صدر في ختام الاجتماع رفيع المستوي, الذي دعا إليه الأمين العام للأمم التمتحدة بان كي مون, إن المشاركين أشاروا الي التأخير في التحضير للاستفتاءين, ودعوا الي التعجيل بإنشاء مفوضية استفتاء أبيي وتسهيل عمل مفوضية استفتاء الجنوب. كما رحبت الوفود المشاركة ومن بينها وفد مصر برئاسة وزير الخارجية السيد أحمد أبوالغيط ووفد الجامعة العربية برئاسة السيد عمرو موسي بالتزام الأطراف السودانية التوصل الي حل شامل لقضايا ما بعد الاستفتاء, بما في ذلك القضايا المتصلة بإدارة الحدود والأمن والمواطنة والهجرة والديون والأصول و والموارد الطبيعية, وكذلك وضع إطار لحل جميع القضايا العالقة ذات الصلة باتفاق السلام علي نحو سلمي. وفي كلمة الافتتاح, قال كي مون إن القيادات السودانية تواجه أسئلة مهمة وصعبة حول مستقبلهم. وقال إن عدم تنفيذ اتفاق السلام الشامل ستكون له تداعيات خطيرة علي السودان وإفريقيا والمجتمع الدولي, فالشعب السوداني لن يتحمل استئناف النزاع, وعلينا أن نساعدهم في إيجاد طريقة سلمية عبر أهم المراحل في تاريخ بلادهم. ومن ناحيته, قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما, إن الأحداث التي سيشهدها السودان في الأيام المقبلة قد تحدد ما اذا كان الشعب الذي عاني طويلا سيتحرك قدما نحو السلام أم سينزلق الي الوراء الي سفك الدماء. وأضاف أن اتفاقية السلام التي أنهت الحرب الأهلية يجب أن تطبق بشكل كامل, وأنه يتعين احترام ارادة شعب الجنوب وأن يجري الاستفتاءان المقرران في موعدهما. وتطرق أوباما في خطابه الي الأوضاع في دارفور, وقال إن المحاسبة علي الجرائم التي ارتكبت في الاقليم أساسية للتوصل الي سلام دائم ولتطبيع العلاقات بين السودان والولايات المتحدة. وقال إن المساءلة ليست أساسية فقط لمستقبل السودان, ولكنها توجه رسالة قوية بشأن مسئوليات جميع الدول, مفادها أن بعض السلوكيات المحددة لايمكن قبولها في العالم, وأن الإبادة الجماعية مرفوضة. وأشار أوباما الي وجود مسارين في الأفق, الأول هو طريق العزلة والضغوط للذين يفشلون في تحمل مسئولياتهم, والمسار الثاني كما قال أوباما يسلكه القادة الذين يوفون بتعهداتهم ويؤدي الي تحسين العلاقات, وذكر الرئيس الأمريكي أن الوقت قد حان لأن يدعم المجتمع الدولي القادة السودانيين الذين يتخذون القرارات السليمة. وقد أكد علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني وممثل حزب المؤتمر الوطني, التزام بلاده بإجراء استفتاء الجنوب كما نص عليه اتفاق السلام الشامل, مضيفا أن حكومته ستحترم نتائج الاستفتاء. ومن ناحيته, أكد سلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب التزام جنوب السودان بتطبيق جميع بنود اتفاق السلام باعتباره مفتاح تحقيق السلام وتجنب مخاطر العودة الي الحرب.