أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تريد إجراء الاستفتاء بشأن مستقبل منطقة أبيي الغنية بالنفط, والمتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه, في الموعد المحدد له في التاسع من يناير القادم, فيما أعلن دبلوماسيون في مجلس الأمن أن الأممالمتحدة قد تزيد من قوات حفظ السلام الدولية على الحدود بين شمال السودان وجنوبه. وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الخميس أن إدارته تستخدم عدة وسائل دبلوماسية لضمان إجراء استفتاءين سلميين في السودان في يناير القادم. وقال أوباما -أثناء لقاء تلفزيوني مع ناخبين أمريكيين شبان أشاروا في رسائل بالكمبيوتر إلى أن الوضع في السودان من المسائل التي تثير أكبر قلق لديهم-: "هذه واحدة من أعلى أولوياتنا". وأشار أوباما إلى أن مليوني شخص قتلوا في الحرب الأهلية التي دارت بين شمال وجنوب السودان، محذراً من أن "ملايين آخرين قد يموتون إذا تفجر العنف في البلاد" فيما يتصل بالاستفتاء الذي سيجري في التاسع من يناير القادم لتقرير مصير جنوب السودان, حسب قوله. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أمس الخميس: "لا نزال نرى أن الطرفين يجب أن يجتمعا وينفذا التزامهما بشأن إجراء استفتاء أبيي في التاسع من يناير القادم". وأضاف كراولي أن الولاياتالمتحدة تأمل أن يستطيع الجانبان التغلب على خلافاتهما عند إجراء المناقشات مجددا في نهاية الشهر الجاري. جاء ذلك بعد أن استبعد مسئول بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إجراء الاستفتاء في موعده، وذلك بعد انتهاء أحدث جولة من المحادثات بين حزبه والحركة الشعبية لتحرير السودان دون التوصل إلى حل بشأن شروط الاستفتاء. وطالب المسئول بإرجاء الاستفتاء أو البحث عن وسيلة أخرى لتسوية الأزمة المتعلقة بشأن هذه المنطقة. وقال المسئول البارز في حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم الدرديري محمد أحمد في مؤتمر صحفي بالعاصمة الخرطوم أمس الخميس،: "إن إجراء الاستفتاء في موعده لم يعد ممكنا، لأن الوقت لن يسعف السودان لتحقيق ذلك"، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على البحث عن بدائل أخرى في المحادثات المقبلة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. ومن جهته, قال وزير التعاون الدولي السوداني جلال يوسف الدقير في المؤتمر الصحفي نفسه: "إن الحكومة منفتحة على مقترح إرجاء الاستفتاء لعدة أشهر". في غضون ذلك, أعلن دبلوماسيون في مجلس الأمن أن الأممالمتحدة قد تزيد من قوات حفظ السلام الدولية على الحدود بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء على مصير جنوب البلاد المقرر إجراؤه مطلع العام المقبل. وتأتي هذه التصريحات ردا على طلب بهذا الشأن قدمه رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير أثناء زيارة وفد مجلس الأمن للسودان الأسبوع الماضي. وزعمت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس أن جنوب السودان يخشى أن يكون الشمال يستعد للحرب قبل الاستفتاء على استقلال الجنوب". وفي بيان قُدّم إلى مجلس الأمن الدولي يلخص زيارة اللجنة المؤلفة من ممثلي الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس للسودان الأسبوع الماضي، أكدت رايس أن رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت طالب بمنطقة عازلة عرضها 16 كيلومترا تديرها الأممالمتحدة على طول الحدود بين الشمال والجنوب. وأثناء اجتماع مع أعضاء المجلس في جوبا قالت رايس: إن كير "حذر من أنه يخشى أن يكون الشمال يستعد للحرب، وأنه ربما يحرك قوات باتجاه الجنوب", حسب زعمها. وقد رفض حزب المؤتمر الوطني مقترح سلفاكير، وقال صلاح عبد الله قوش مستشار الرئيس السوداني للشؤون الأمنية: "إن اتفاق السلام لم يتضمن نشر قوات على الحدود, وحدد مهام القوات الدولية في مراقبة اتفاقية السلام".