فى عز البرد ومبكرا عن موعده السنوى بنحو أسبوعين بدأ الأوكازيون الشتوى لمحال الملابس الشهيرة «الماركات الأجنبية»، والتى تنتشر فى المولات الكبرى وفى الأحياء الراقية بالقاهرة. بدأت إشارة البدء فى المولات التجارية خاصة المعادى سيتى سنتر وداندى مول وسيتى ستارز واندلعت عدوى الأوكازيون إلى مئات المحال، التى أعلنت عن تخفيضات قوية.. الكثير من المحال لجات إلى وسائل الدعاية الحديثة للإعلان عن الأوكازيون المبكر، وكان من أهم هذه الوسائل الرسائل القصيرة، التى تلقاها زبائن أوكازيون ال«فايف ستارز» على أجهزتهم المحمولة والبعض منهم على البريد الإلكترونى. فى المعادى سيتى سنتر كان هناك المئات الذين جذبتهم التخفيضات الكبيرة للأوكازيون ليس فى محال الملابس وحدها ولكن فى غالبية محال المول والتى تبيع مختلف المنتجات. أعياد الميلاد «بسبب أعياد الميلاد واحتفالات العام الجديد اضطررنا لبدء الأوكازيون مبكرا، فالموعد المعتاد لنا كل عام هو نهاية شهر يناير» هذا ما يقوله احمد السيد مدير المخزون بإحدى الشركات، التى تمتلك فروعا لبيع إحدى ماركات الملابس الفرنسية الشهيرة، مشيرا إلى أن الشركة حصلت على تصريح من وزارة التجارة والصناعة قبل بدء الأوكازيون فى الأسبوع الأول من يناير. التخفيضات تتراوح بين 30% كحد أدنى، وتصل حتى 70% على العديد من الموديلات والكثير منها عليه تخفيض 50% والتنزيلات تشمل الملابس الشتوية الصيفية أيضا وبحسب أحمد السيد فإن حركة البيع قوية أثناء الموسم وقبل الأوكازيون وتسجل أرقام مبيعات أعلى إلا أن الأوكازيون يشهد إقبالا من جانب البعض، الذى ينتهز هذه الفرصة للشراء بأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الأصلية. رسائل قصيرة فى مول سيتى ستارز وفى أحد محال الملابس الذى يحمل اسما إنجليزيا واسع الانتشار قال عصام وحيد أحد العاملين بالفرع إن الأوكازيون بدأ يوم 2 يناير مبكرا عن موعده لمواكبة أعياد الميلاد خاصة بعد أحداث الإسكندرية والتوقعات بهدوء حركة البيع وسوف يستمر الأوكازيون فترة تتراوح بين شهر ونصف الشهر، وتبدأ التخفيضات من 20% وتصل إلى 50%. وبحسب «وحيد» فإن الفرع قام بإرسال رسائل قصيرة لزبائنهم لتعريفهم ببدء الأوكازيون، مشيرا إلى أن معظم هذه المحال تسجل أرقام موبايلات الزبائن من أجل هذا الغرض، ويؤكد عصام وحيد أن الإقبال على شراء الملابس كان مستمرا طوال الموسم إلا أنه يزيد وقت الأوكازيون. فى أحد المحال التى تحمل أيضا أحد الأسماء الأجنبية، لكنه أقل شهرة، بدأ الأوكازيون منذ 3 أسابيع وفقا لما يؤكده «أحمد» أحد العاملين بالفرع، الذى يقع فى مول المعادى سيتى سنتر، والشىء الغريب الذى يؤكده أحمد أن التخفيضات، التى يقوم بها المحل كبيرة لدرجة أن بعض القطع يصل سعرها إلى نحو 9 جنيهات! رياح الأوكازيون ورغم أن عدوى الأوكازيون انتقلت إلى خارج المولات الكبرى عن طريق فروع السلاسل الأجنبية بإحياء القاهرة الراقية مثل المهندسين والمعادى ومصر الجديدة ومدينة نصر فإن رياح الأوكازيون ظلت حتى الآن بعيدة تماما عن المنتجات المحلية والمحال خاصة فى مناطق وسط البلد وأحياء وضواحى العاصمة المختلفة، وكذلك المحافظات، ويبرر ذلك «يحيى الزنانيرى» رئيس جمعية منتجى الملابس وأحد العاملين فى هذا القطاع بأن سوق الصناعة المحلية تختلف تماما عن سوق المستورد والماركات فالموسم الحالى وفقا للزنانيرى اتسم بالركود الشديد على مستوى الصناعة المحلية نتيجة تراجع القوى الشرائية من جهة والتهريب، الذى تشهده سوق الملابس والأعباء التى تخضع لها الصناعة المحلية من ناحية أخرى وتعمل على الحد من منافستها. لم نبع خلال هذا الموسم سوى 20% من المنتجات، ولذلك لا نستطيع أن نبدأ الأوكازيون مبكرا مثل المحال الشهيرة، التى تتسم سياستها الترويجية والبيعية بالمرونة، وذلك بسبب هامش الربح الكبير، الذى تحققه هذه الشركات، والذى يصل إلى 100%، ولذلك عندما تقرر عمل أوكازيون وإجراء تخفيضات كبيرة تكون هى الكسبانة فى النهاية لأنها حققت الحد المناسب من الربح فى بداية الموسم وقبل بدء الأوكازيون. حادث الإسكندرية «كنا ننتظر أن تتحرك السوق مع عيد الميلاد المجيد إلا أن حادثة الإسكندرية الإرهابية أطاحت بطموحاتنا وتقلصت المبيعات بسبب الأجواء الحزينة»، وذلك بحسب الزنانيرى الذى يضيف سببا آخر للركود وهو دخول الشتاء والبرد متأخرا هذا العام إلى ما بعد ديسمبر وعدم إقبال الناس على الشراء فى يناير انتظارا للأوكازيون الذى يبدأ عادة فى الأسبوع الأول من فبراير مما أدى إلى تأجيل قرار الشراء من جانب الكثيرين خاصة مع ضغوط الأعباء المعيشية، ورغم أن الزنانيرى يؤكد أن أوكازيون «الماركات» لا يؤثر على سوق الملابس المحلية لاختلاف نوعية ومستوى «الزبائن» المستهدفين فى السوقين إلا أن مجرد الإعلان عن الأوكازيون حتى لو كان فى السلاسل الأجنبية تؤثر نفسيا على الزبائن، ويجعل الناس تشعر بقرب قدوم الأوكازيون، وبالتالى تؤجل قرار الشراء إذا كان هناك قرار من الأصل. الربح قليل «نعم نسبة الخصم فى المنتجات المحلية أقل من الماركات الاجنبية» يؤكد الزنانيرى معللا ذلك بفارق الربح فى السوقين، كما أن المصنع هو الذى يتحمل الأوكازيون، وليس المحل كما هو الحال فى سوق المستورد، ولأن الربح قليل من البداية فلا يستطيع المصنع أن يتحمل أعباء إضافية تقلل من مستوى ربحه المنخفض. وبحسب الزنانيرى، فهناك مطالب بأن يكون الأوكازيون الشعبى هذا العام مبكرا أيضا عن موعده المعتاد ليصبح فى الأسبوع الأخير من يناير بدلا من الأسبوع الأول أو الثانى من فبراير لأننا خائفون من أن تكون المساحة المتبقية من الموسم الشتوى غير كافية لتصريف المنتجات. ورغم ما أثير عن إطلاق حرية عمل الأوكازيون والتخفيضات دون تحديد موعد من جانب وزارة التجارة والصناعة إلا أن رئيس جمعية منتجى الملابس يحذر من ذلك، مشيرا إلى صعوبة ضبط ومتابعة هذه العملية التى يمكن أن تحول السوق إلى فوضى. اللواء محمد أبوشادى رئيس قطاع التجارة الداخلية، وهو الجهة المنظمة لعملية الأوكازيون يؤكد أن جميع المحال التى بدأت موسم الأوكازيون الشتوى المبكر حصلت على تصريح من القطاع بعد موافقة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، مشيرا إلى أنه تتم مراقبة المحال المشاركة للتأكد من الالتزام بنسب الخصم ومن تطبيق قانون حماية المستهلك فيما يتعلق بقضية رد السلعة والفاتورة لأن بعض المحال تتنكر لحقوق المستهلك أثناء فترة الأوكازيون فى حين أن القانون يطبق فى كل الأوقات. الأوكازيون الرسمى يحدده قانون التجارة والبيوع وفقا لأبوشادى ويتضمن القانون إجراء تصفية مرتين فى العام تصفية الصيف فى شهر أغسطس والشتاء فى فبراير، وذلك بناء على تصريح من الوزير، وقد تنازل الوزير عن هذا التصريح إلا أنه لم يصدر قرار بهذا الشأن حتى الآن لأن الغرف التجارية ومنتجى الملابس لم يتفقوا على رأى واحد بهذا الشأن، وفى كل الأحوال لن يتغير مستوى الرقابة على المحال للتأكد من التزامها بالقواعد والضوابط الخاصة بالأوكازيون، ويشير أبوشادى إلى أن الأوكازيون الشتوى سوف يستمر حتى عيد الأم فى 21 مارس المقبل، وذلك لصالح المستهلك وطالما أن التخفيضات حقيقية فنحن نرحب بها فى أى وقت.