دعا وزير التجارة الجزائري، مصطفى بن بادة، أمس الأربعاء، إلى تغيير نمط غذاء الجزائريين، للمساهمة في اقتصاد البلاد، وذلك في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة على الغلاء. وقال بن بادة، في حديث لإذاعة الجزائر الدولية: "يجب أن تستوقفنا هذه الأحداث من خلال تعزيز إنتاجنا الوطني، وأيضا تغيير النمط الغذائي للمواطن الجزائري الذي يمتاز باستهلاك الكثير من السكريات والحلويات والعجائن، والتي تضر بصحته قبل الضرر بموازنة الدولة". وكشف الوزير الجزائري عن قرار الحكومة بإنشاء "مركز وطني للاستهلاك". وقال: "هذا المركز سيعمل على وضع سياسة وطنية لترشيد الاستهلاك". وحسب بيان صادر عن الجمارك الجزائرية، فإن قيمة ورادات البلاد من السكر والزيت بلغت 1.075 مليار دولار أمريكي العام 2010، منها 580 مليون دولار واردات الزيت، و495 مليون دولار واردات السكر. يشار إلى أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في عدد من المدن الجزائرية خلال الاحتجاجات على الغلاء. وكان بن بادة ألمح في وقت سابق إلى أن الحكومة قد تلجأ إلى بسط سيطرتها من جديد على تجارة المواد الغذائية الإستراتيجية كالزيت والسكر، بسبب ارتفاع أسعارها في السوق المحلية، جراء احتكار القطاع الخاص لتجارتها. وقال: "من الطبيعي أن تراجع الجزائر حساباتها بخصوص المواد الأساسية، وهناك دول تنتمي إلى المنظمة العالمية للتجارة، تحتكر بعض القطاعات الإستراتيجية كالسكك الحديدية والطيران، فما بالك إذا تعلق الأمر بالقوت اليومي". وشدّد على أن الحكومة ستكون "طرفا منافسا وضابطا للسوق من خلال إنشاء دواوين خاصة بهذه المواد الأساسية". وتتصدر مجموعة "سيفيتال" المملوكة لرجل الأعمال الجزائري، يسعد ربراب، قائمة المحتكرين، بواقع 85% من تجارة السكر في السوق المحلية و65% من تجارة الزيت، فيما يسيطر المنافسون الأربعة الآخرون على حوالي 35% من السوق الوطنية للزيت، و15% لمادة السكر، على الرغم من أن قانون المنافسة الجزائري يمنع الهيمنة على أكثر من 45% من السوق. وتسيطر شركة "عافية" التابعة لمجموعة "صافولا" السعودية والشركات الجزائرية الأخرى "لابيل" و"صافية" و"زينور" على 35% من السوق الجزائرية للزيت الغذائي.