فى عملية تعد الأولى من نوعها فى العالم تم زراعة الكبد والمعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة والإثنى عشر لطفل عمره أربع سنوات فى العاصمة الإسبانية مدريد. نقل الطفل (إيباى) إلى أحد مستشفيات شمال إسبانيا يعانى من أعراض تم تشخيصها على أنها ناجمة عن ورم ما ضخم يعانى منه. الأمر الذى تطلب جراحة استكشافية الغرض منها استئصاله. كانت هناك مفاجأة مذهلة فى انتظار الجراح الذى فوجئ بوجود جنين ظل كامنا داخل أحشاء الطفل يزاحم الأعضاء الأخرى ويحتل مكانها بينما الطفل ينمو متعثرا حتى أصيب بإعياء مباغت نقل على إثره للمستشفى. ارتباك الجراح فى مواجهة الأمر لم يمكنه من إنهاء الجراحة كما ينبغى فتعرض الطفل لمضاعفات نقل بعدها إلى مستشفى (لاباث) فى العاصمة مدريد فى محاولة لإنقاذه. كان القدر يدخر مفاجأة غالية لأسرة الطفل إذ توفى فى ذات الوقت طفل تبرعت عائلته بأعضائه لإنقاذ الصغير صاحب الأعوام الأربعة وطابقت أنسجته تماما أنسجة إيباى. أنجز الجراح هذه المرة مهمته بنجاح له بريق المعجز. نقل إلى جوف الطفل خمسة أعضاء مختلفة دفعة واحدة فى عملية استغرقت عشرين ساعة تناوب فيها العمل فريقان من الأطباء والجراحين وأطباء التخدير والمساعدين والفنيين. تعد العملية خطوة مهمة على طريق زراعة الأعضاء ودفعة قوية للمطالبة بضرورة مناشدة أصحاب الشأن لتدعيم فكرة التبرع بالأعضاء، الأمر الذى يمنح الحياة للآخرين إذا ما توقفت عند البعض. يرقد إيباى فى سلام بعد نجاح العملية الباهر لكن الأمر يتوقف الآن على مدى قابلية الجسم لكل تلك الأعضاء التى نقلت إليه. هل سيتقبلها دون مقاومة لتبدأ عملها أم أنه سيرفضها؟ بالطبع يخضع الطفل لجرعات مكثفة من الأدوية المثبطة للمناعة فإذا تقبل الجسم الأمر فسيستمر ولكن على جرعات أقل طوال الحياة.