حصلت «الشروق» على نص تحقيقات نيابة جنوبالجيزة فى واقعة اتهام الطبيب محمد لؤى يحيى سيف الإسلام، صاحب مستشفى القدس بالعمرانية، والطبيب محمد صدقى عطية، رئيس قسم الحضانات، بقتل 8 أطفال مبتسرين بطريق الإهمال الجسيم وعدم نظافة الحضانات مما أدى إلى نقل بكتيريا لأجسادهم. باشر التحقيقات أحمد الركيب، رئيس النيابة، بإشراف القاضى مجاهد على مجاهد المحامى العام لنيابات جنوبالجيزة. وقال نور الدين سيد نور الدين، وكيل إدارة العلاج الحر بمحافظة الجيزة، فى التحقيقات، إنه تلقى عدة شكاوى من أولياء الأمور عن موت أطفالهم المولودين داخل المستشفى فى عام 2009، فتم تشكيل لجنة من مفتشى إدارة المؤسسات العلاجية غير الحكومية بوزارة الصحة فتشت على مستشفى القدس المملوك للمتهم الأول، واكتشفت وجود مخالفات عديدة بالمستشفى خاصة فى قسم الحضانات منها وجود 11 حضانة رغم ضيق مساحة الحضانة، وعدم تعقيم الحضانات، وعدم وجود غرفة للكشف على الأطفال، كما أن قسم العمليات غير مكتمل التجهيزات طبقا للقرار الوزارى رقم 236 لسنة 2004، ولا توجد شهادة تداول النفايات الخطرة، وعقد حرق النفايات لدى وزارة الصحة انتهى منذ 2005، ولا يوجد غرفة للعناية المركزة. وأوضح أن المستشفى به مخالفات إضافية منها أن جهاز قياسات الحرارة والضغط ونسبة الأكسجين فى غرفة العمليات ليس به جميع القياسات، ووجود عيادة أسنان بدون ترخيص، وعدم وجود المدير الفنى للمرور على معامل التحاليل الطبية الملحقة بالمستشفى. وأضاف نور الدين انه قام بالمرور على المستشفى وبفحص ملفات الدخول والخروج للحضانات تم حصر عدد الأطفال فى شهر أغسطس وكانوا 43 مولودا توفى منهم 5 أطفال، وفى شهر سبتمبر دخل المستشفى 7 أطفال توفى منهم 3 أطفال. وتبين من مطالعة التقارير الطبية الخاصة بالأطفال الضحايا أن بياناتهم ناقصة وغير كاملة وليس بها محال إقامتهم، فاتصل بمكتب الصحة وحصل على عناوين وأرقام هواتف عائلات الأطفال المتوفين، وطلب منهم تقديم شهادات الوفاة واستمع إلى شهاداتهم عن الإهمال الذى تعرض له أطفالهم مما أدى إلى قتلهم. وأشار إلى أن الدليل على زيادة نسبة الوفاة فى شهر سبتمبر التى تعدت 40% أن الإهمال الجسيم بالحضانات وعدم تعقيمها، مما جعل البكتيريا تنتشر بسرعة فى أجسادهم، وبفحص ملفات الأطفال الضحايا تبين عدم وجود أسماء الأدوية التى من المفترض أن الأطباء نصحوا بتناولها. وأكد نور الدين وكيل إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة انه أثناء مروره على المستشفى يوم 20 سبتمبر فوجئ بأن الشمع الأحمر تمت إزالته من البوابة الرئيسية واتهم إدارة المستشفى بفتحها رغم صدور قرار بغلقها وحرر محضرا بذلك. وقالت رومانة فوزى زكى والدة التوأم بيشوى ومريم، إنها ولدت يوم 16 أغسطس الماضى بمستشفى القدس، وتم وضع رضيعيها بحضانة المستشفى ولم ترهما سوى مرتين بعدها علمت من زوجها أنهما توفيا بعد 5 أيام دون معرفة السبب، ورغم ذلك أصرت إدارة المستشفى على أن يدفع زوجها ألف جنيه ثمن الولادة، فضلا عن 5 آلاف جنيه وكانت تكاليف الحضانة بواقع ألف جنيه عن كل ليلة. وقال احمد حسن حسنى والد الطفل حسن إن زوجته وضعت يوم 31 أغسطس الماضى بعيادة خاصة بالعمرانية وتم نقلها إلى مستشفى القدس بناء على طلب طبيب الولادة لأن المولود يشكو ضيق تنفس، وتم إدخاله إلى الحضانة وحصل المستشفى على 1500 جنيه تحت الحساب ولكن المولود توفى بعد 10 أيام، وأكد له الطبيب بالمستشفى أن طفله كان يعانى من مياهًا على الرئة، وأضاف والد الطفل انه لاحظ خلال وجوده بالمستشفى عدم وجود أطباء، وكان دائما يشاهد الممرضات فقط، وأكد انه بعد وفاة نجله رفض المستشفى تسليم جثته إلا بعد سداد مبلغ وقدره 3500 جنيه ولكنه رفض دفع المبلغ وأثار مشكلة بالمستشفى وأخبرهم بأنه سوف يتصل بالمحافظ ووزارة الصحة، وبعد 3 ساعات سلموه الجثة دون سداد الفاتورة المستحقة. وأكد محمود إبراهيم سليمان أن زوجته أنجبت توأما فذهب إلى مستشفى القدس، وقابل الطبيب المتهم محمد صدقى واخبره بأنه سوف يتم إجراء بعض الأشعة والتحاليل لها، وبعدها وأخبره طبيب الأشعة أن الطفلة تعانى من مرض القلب وبعدها ظلت فترة فى الحضانة ثم توفيت. وقال محمد رضا محمد مقدم شكوى لوزارة الصحة، إن زوجته أنجبت فى احدى العيادات الخاصة وكانت ولادتها طبيعية ولكنه قرر إدخال الطفل الحضانة من باب الاطمئنان، فأخذه إلى حضانة مستشفى القدس، وبإجراء التحاليل تبين أن حالته جيدة ولكن طلب منه الطبيب المتهم محمد صدقى بوضعه فى الحضانة فتوفى بعد أسبوع. وأشار فى التحقيقات أنه أثناء وجود نجله فى الحضانة كان يشاهد بعض الأشخاص يدخلون الحضانة بالحذاء رغم أنها لابد أن تكون معقمة، وكان بها إهمال جسيم فى طريقة العلاج فكانت إحدى الممرضات تضع خرطوم الشفط فى طفل وتضعه فى طفل آخر. الطب الشرعى: المستشفى بلا أطباء وممرضات يعالجن الأطفال كشف تقرير الطب الشرعى عن وجود ميكروب السودموناس فى جهاز التشفيط الخاص بوحدة الحضانات بمستشفى القدس، وكذلك عدم وجود طبيب مسئول فى الوحدة لدرجة انه عندما تحدث حالة وفاة الأطفال تجرى لهم الممرضات عمليات الإنعاش القلبى بدلا من الأطباء، وهذا يؤكد عدم وجود أطباء، كما كشف التقرير أن جميع الأطفال تقريبا نتائج تحاليلهم واحدة ومعظمها غير مرفق، وكانوا يعالجون بنفس بروتوكول العلاج دون الربط بين حالتهم أو عمرهم الرحمى. رئيس القسم: توليت عملى شفاهة.. والزبالة ملأت المستشفى قال الطبيب محمد صدقى رئيس قسم الحضانات بالمستشفى المتهم فى القضية إنه غير مسئول عن وفاة الأطفال بل المسئولية تقع على صاحب المستشفى الذى عين نفسه مديرا لها ولم يكن يحضر إليها إلا كل شهر مرة مما أدى إلى انتشار التلوث فى كل أرجاء المستشفى. وأضاف أن بكتيريا «السودموناس» المعثور عليها بجهاز التشفيط بالحضانة قد تكون واردة عن طريق الطفلة ريتاج التى حضرت لمستشفى القدس، ولا يعلم كيف عاشت هذه البكتريا فى جهاز التشفيط.