كان فى إمكانى أن أصف سنة 2010 بكلمة واحدة فقط فلابد من أن أصفها بكلمة «بشعة»، لأنها كانت سنة زعامة «إسرائيلية» غير جادة، وتفتقر إلى أى رؤية أو طريق، ولا تملك القدرة على اتخاذ أى قرار حاسم أو على تنفيذه، كما أنها كانت سنة بدأت فيها مفاوضات سلام لكنها سرعان ما توقفت، وتسبب توقفها بأن يتنفس زعماؤنا الصعداء. ولعل البشاعة الأكبر التى شهدتها هذه السنة كانت تلك المتمثلة فى «رئيس الدولة الإسرائيلية السابق» موشيه كتساف «الذى أدانته المحكمة المركزية فى تل أبيب أمس «الخميس» بارتكاب الاغتصاب والتحرش الجنسى فى أثناء توليه مناصبه الرسمية»، وفى رجال الدين اليهود «الحاخامين». وإنى أشدد على صفة «رجال الدين» كى أفرق بينهم وبين المتدينين عموما. وقد تبين مؤخرا أن معظم رجال الدين اليهود مصابون بأوبئة خطرة مثل العنصرية وكراهية الآخر والجشع والاستعلاء والعدوانية، فضلا عن قيامهم ببذل جل جهودهم لعرقلة أى محاولات تهدف إلى دفع العملية السياسية قدما. وفى آخر أيام سنة 2010 انضمت الحاخامات اليهوديات «زوجات الحاخامين» إلى أزواجهن وأصدرن نداء يدعو الفتيات اليهوديات إلى الامتناع عن إقامة أى علاقة بالشبان العرب. لكن ما يجب قوله إزاء هذا النداء هو أنه لم يكد يمر أسبوع واحد عليه حتى قامت قاضيتان يهوديتان هما ميريام سوكولوف ويهوديت شيفح بمخالفته، عندما جلستا إلى جانب القاضى العربى جورج قرا ضمن هيئة قضاة المحكمة المركزية فى تل أبيب، التى أصدرت أمس «الخميس» قرارا أدان رئيس الدولة السابق «موشيه كتساف» بارتكاب الاغتصاب والتحرش الجنسى. بناء على ذلك، لابد من القول إن جهاز المحاكم الإسرائيلية قد قدم الرد الأكثر جوهرية على بشاعة سنة 2010 التى نودعها اليوم «الجمعة».