على الرغم من أن عام 2010 كان عاما للركود الاقتصادى العالمى، والذى أثر بالطبع على مستويات دخول المصريين، إلا أن العديد من مفارقات سوء الحظ رافقت سوق السلع الغذائية على الصعيدين المصرى والعالمى مما أشعل أسعاره وزاد من معاناة المصريين، لتزداد أسعار السلع الغذائية بمتوسط 30% خلال 2010، تبعا لاستطلاع «الشروق» لآراء التجار والمصنعين للسلع الأساسية. فمن ناحية أسهم ارتفاع حرارة المناخ، فى ظل ما يعرف بظاهرة تغير المناخ العالمية، فى اتلاف محاصيل القمح الروسى، الأمر الذى دعا هذه الدولة التى تعد من أكبر المصدرين العالميين للقمح لحظر صادراتها من هذه السلعة فى أغسطس الماضى ، وبالرغم من تنوع أسواق التصدير أمام مصر، إلا أن الأزمة الروسية أشعلت الأسعار العالمية للقمح، فقفزت أسعار الدقيق بنسبة 25% ليرتفع سعر الكيلو من 2.5 إلى 4.5، الأمر الذى أدى إلى زيادة أسعار الخبز السياحى والفينو، وفقا لرئيس غرفة صناعة الحبوب على شرف الدين. وكان ارتفاع درجات الحرارة السبب فى زيادة أسعار الطماطم أيضا هذا العام، فوصل سعر الكيلو منها إلى 20 جنيها فى بعض المناطق اثناء فترة عيد الأضحى، إلا أنها تراجعت بنهاية العام إلى معدلاتها الطبيعية لتصل إلى جنيه واحد للكيلو، بحسب وليد الحناوى رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات. وبنهاية العام، احتدم الجدل حول أسعار السكر، التى بلغت أقصى ارتفاع لها فى شهر نوفمبر ليصل سعر الكيلو منها الى 7 جنيهات فى بعض المناطق، تبعا لعمرو عصفور نائب رئيس شعبة المواد الغذائية، مقارنة بأربعة جنيهات للكيلو قبل هذه الموجة من الارتفاع، وأشار عصفور الى أن هذا الارتفاع جاء مدفوعا بتحول بعض الدول المصدرة للسكر مثل الهند إلى الاستيراد، وشهدت أسعار السكر فى السوق المصرية تراجعا الى نحو 5 جنيهات للكيلو فى أواخر شهر ديسمبر. وتسبب النقص الشديد فى المطروح من الثروة الحيوانية بنحو 60% إلى ارتفاع أسعار اللحوم فى 2010، حيث زاد كيلو الكندوز من 50 جنيها الى 60 و70 جنيها فى بعض المناطق، وفقا لتصريحات محمد شرف عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة. واشتعلت أسعار اللحوم البلدية قبيل شهر رمضان ليصل سعر الكيلو فى بعض المناطق الى 70 و75 جنيها، بحسب شرف، مضيفا أنها عاودت الانخفاض مرة أخرى أثناء عيد الأضحى وحتى نهاية العام ليصل سعر الكيلو إلى 60 جنيها. وتسبب ارتفاع أسعار اللحوم البلدية فى رفع أسعار اللحوم المستوردة فى الربع الأول من العام، وفقا لمحمد مؤمن، عضو شعبة اللحوم باتحاد الصناعات، إلا أنها عاودت الانخفاض من منتصف العام نتيجة لرفع الحظر على شحنات اللحوم الهندية التى أشيع عنها انها تحمل بعض الامراض، كما أسهم صيام الأقباط أيضا فى خفض أسعار اللحوم، برأى مؤمن. بينما تذبذبت أسعار الدواجن بين الارتفاع والانخفاض ووصلت الى ذروة ارتفاعها اثناء شهر رمضان ليصل سعر الكيلو إلى 23 جنيها، بحسب نبيل درويش رئيس اتحاد منتجى الدواجن، مضيفا أنها اتجهت للانخفاض بعد ذلك حتى وصل سعر الكيلو إلى 10 جنيهات بعد عيد الأضحى وحتى الآن. وأسهمت مضاربات تجار الأرز فى رفع أسعاره خلال 2010 ليرتفع كيلو الأرز السائب من 2.75 الى 3.25 جنيه والمعبأ إلى 4 و5 جنيهات للكيلو، كما رصده عصفور. عام عصيب على صناعة الغزول المصرية شبح أزمة القمح يظهر من جديد فى 2011 السكر .. أزمة باقية مع المصريين